الاتحاد الأوروبي يدين استخدام الجوازات المزوّرة ولا يذكر إسرائيلاتهمت «حماس»، أمس، القيادي في «فتح» محمد دحلان بالضلوع في اغتيال محمود المبحوح، فيما لم يشر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروربي إلى اسرائيل بالاسم في التنديد باستخدام جوازات سفر أوروبيةاتّهم عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، محمد نزال، القيادي في حركة «فتح» محمد دحلان بالتورط في اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. وقال نزال، في حديث مع صحيفة «الشروق اليومي» الجزائرية، إنّ الفلسطينيين اللذين اعتقلتهما شرطة دبي بعد تسليمهما من طرف الأردن، هما أحمد أبو حسنين وهو عضو سابق في جهاز الاستخبارات الفلسطينية، وأنور شحيبر وهو عضو سابق في جهاز الأمن الوقائي الذي كان دحلان يتولاه.
وأضاف نزال أنّ أبو حسنين وشحيبر يقيمان في دبي ويعملان في شركة عقارية يملكها دحلان، مشيراً إلى أنّ هذا الأخير «ذهب إلى الإمارة الإماراتية في محاولة منه لإطلاق سراحهما وإنقاذ نفسه من الفضيحة».
وطالب نزال سلطات دبي بكشف هوية الفلسطينيين المشتبه بهما أمام العالم. واستغرب استمرار السلطات الأمنية في دبي رفض التنسيق مع «حماس» وإصرارها على إشراك السلطة الوطنية في التحقيق في الاغتيال.
في المقابل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه البالغ» لاستخدام جوازات سفر أوروبية. وأدان وزراء خارجية الاتحاد، خلال اجتماعهم في بروكسل، هذا الأمر، لكنهم لم يشيروا مباشرة الى إسرائيل.
وكانت مصادر دبلوماسية قد ذكرت في وقت سابق من يوم أمس أنّ البيان الذي سيصدر عن الاجتماع يهدف إلى لوم إسرائيل لضلوعها في قتل المبحوح، لكن ذلك لم يحصل.
وقال إعلان تلى اجتماع وزراء الخارجية «يدين الاتحاد الأوروبي بشدة أنّ جميع الضالعين في هذا العمل استخدموا جوازات سفر أوروبية مزورة وبطاقات ائتمان جرى الحصول عليها من خلال سرقة هويات مواطني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي».
وكان وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قد قال قبل الاجتماع: «نحن قلقون للغاية لاستخدام جوازات سفر أوروبية، وهي وثائق قانونية دقيقة، لغايات منافية لما خصصت له».
وأجرى موراتينوس محادثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي يزور بروكسل، حيث التقى أيضاً وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ونظيره الإيرلندي ميتشل مارتن اللذين طلبا منه توضيحات. لكنّ مسؤولين إسرائيليين قالوا إنّ موضوع الاغتيال لم يطرح خلال لقاء ليبرمان مع نظيره الإيرلندي.
ليبرمان: العرب يميلون إلى اتهام إسرائيل بكل شيء يحدث في الشرق الأوسط
ولم يلتق سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية بيار لولوش، الذي يمثل باريس في الاجتماع، وزير الخارجية الإسرائيلي، ورأى أنّ استخدام جوازات سفر أوروبية لتغطية هذا الاغتيال أمر «غير مقبول وغير ودي». ورأى نظيره الألماني فيرنر هوير أنّ هذه القضية «تثير قلقاً عميقاً»، فيما أدان وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن أيضاً استخدام جوازات سفر أوروبية، وأدان بشدة قتل المبحوح.
ولم تتناول وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون هذا الموضوع، مفضلة الالتزام بالبرنامج الرسمي لاجتماع الوزراء الأوروبيين بشأن هايتي وإيران وأوكرانيا.
بدوره، أعلن ليبرمان، في بيان، أنه «لا شيء يثبت ضلوع إسرائيل في قتل القيادي في حركة حماس في دبي». وأضاف: «لو أن أحداً ما قدم مثل هذه المعلومات خارج إطار المقالات الصحافية، لرددنا عليه، لكن بما أنه ليس هناك وقائع ملموسة فليس هناك حاجة للرد».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله، خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن، إن «العرب يميلون إلى اتهام إسرائيل بكل شيء يحدث في الشرق الأوسط». وأردف قائلاً: «في الشرق الأوسط صراعات داخلية كثيرة بين دول ومنظمات ليست ديموقراطية مثل إسرائيل».
وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» بأن وزير الخارجية الإيرلندي طلب إيضاحات من ليبرمان بشأن استخدام أفراد الخلية التي نفذت عملية اغتيال المبحوح جوازات سفر مزورة لمواطنين من دول أوروبية بينها إيرلندا.
وأضافت «هآرتس» أن الوزير الإيرلندي أشار خلال لقائه ليبرمان إلى أن قائد شرطة دبي ضاحي خلفان رأى أن «الموساد» يقف وراء الاغتيال بنسبة «99 في المئة».
وردت «حماس»، من جهتها، على القرار الأوروبي، بدعوة الاتحاد إلى وضع إسرائيل على قائمة «الإرهاب»، محذرة من التعامل بـ«معيارين» مع قضية اغتيال المبحوح.
وحذّرت حركة «حماس»، في بيان، «من خطورة التعامل مع هذه الجريمة بنوع من اللامبالاة وعدم المسؤولية». وتابعت: «ندعو كل منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات القانونية الدولية إلى ملاحقة الكيان الصهيوني وقادته قانونياً وقضائياً كمجرمي حرب إرهابيين».
من جهة ثانية، اختفى أحد الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعة الاغتيال. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أنّ مايكل بودنهايمر اختفى بعدما أزيل اسمه عن لوحة عند مدخل مبنى للمكاتب في منطقة هرتسيليا شمال تل أبيب.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب، الأخبار)