القاهرة ــ الأخبارخاص بالموقع - عندما تحط طائرة المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة في 2011، محمد البرادعي، الآتية من النمسا على الرحلة الرقم 863، فإن احتمالات وقوع صدامات بين السلطات المصرية والمؤيدين لترشيح البرادعي تبدو كبيرة للغاية.
الحملة الشعبية المستقلة لتأييد البرادعي أعلنت تدريب مئات النشطاء لتنظيم «الاستقبال». الحملة الشعبية وضعت التفاصيل على مجموعة «البرادعي رئيساً 2011» على موقع «فايس بوك»، الذي وصل عدد أعضائه إلى 63 ألف عضو، مجموعة الإرشادات الخاصة بيوم الاستقبال، منها أن يراعي الأعضاء التوجه إلى المطار فردياً أو في مجموعات صغيرة لا تزيد على 3 أشخاص لعدم ادعاء حدوث تجمهر بما يعطّل سير اليوم، والذهاب إلى المطار بوسيلة نقل خاصة، والتوجه إلى مبنى الركاب الرقم 3 مباشرةًَ.
وكشفت مصادر أمنية عن خطط لمنع التجمع قرب المطار، ولفتت إلى أن إجراءات قد اتخذت بالفعل «لمنع أي تجمعات أو تظاهرات غير مشروعة» قد يقوم بها أنصاره في المطار.
وتحاول التجمعات الشعبية تنظيم الاستقبال في إطار يتجنب الصدام مع الأمن، وخصوصاً أن تسريبات من وزارة الخارجية المصرية أعلنت نيتها إرسال مندوب لاستقبال البرادعي.
في هذا الوقت، قررت نيابة شمال الجيزة الإفراج عن أحمد ماهر، منسق حركة شباب «6 أبريل»، وعمرو علي، المسؤول الجماهيري في الحركة، بكفالة 200 جنيه، بعدما كان قد قُبض عليهما أثناء كتابتهما عبارات مؤيدة للدكتور محمد البرادعي في منطقة العجوزة بالجيزة.
ووجهت النيابة إليهما تهمة مناهضة نظام الحكم وتوزيع منشورات معارضة. وعلى الرغم من ذلك فقد أعلنت حركه «كفاية» ترحيبها البالغ بالزيارة، وقررت استقباله في المطار.
وقالت الحركة أنها إذ تؤكّد ـــــ مجدداً ـــــ ترحيبها بالتطور الراديكالي في موقف البرادعي، وتبنّيه المطالب الديموقراطية للشعب المصري، وإعلانه أنه «مستعد للتحرك مع الناس لتغيير الدستور»، فإنها تتطلع إلى إدارة حوار صريح مع البرادعي لاستيضاح موقفه من قضايا وطنية واجتماعية جوهرية تتصل بأولويات التغيير.
ويصل البرادعي، الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2005، إلى القاهرة بعدما ضاعف خلال الشهور الأخيرة التصريحات التي يدعو فيها إلى إجراء تعديلات دستورية لإحلال الديموقراطية في مصر.
ولم يستبعد البرادعي، في تصريحات عدة أدلى بها للصحف خلال الشهور الأخيرة، أن يخوض سباق الرئاسة، لكنه اشترط إدخال تعديلات دستورية جوهرية لتوفير الطابع الديموقراطي للانتخابات.
وتنتظر البرادعي حملة فضائية غير مسبوقة وسط تسابق محموم لاستضافته، حيث من المقرر أن يحل ضيفاً على برنامج «العاشرة مساءً» في قناة دريم الخاصة الأسبوع المقبل، في مقابلة على الهواء مباشرةً.
ويصطدم ترشيح البرادعي في الوقت الحالي بعقبات قانونية، إذ يتضمن الدستور شروطاً تُجمع المعارضة المصرية على أنها «تعجيزية» على أيّ مرشح يرغب في أن يخوض الانتخابات كمستقل.
وكان احتمال قيام البرادعي بدور سياسي في مصر بعد تركه الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد دفع النظام المصري إلى شن حملة عنيفة عليه. واتهمته الصحف الحكومية وبعض المسؤولين بأنه لا يعرف الكثير عن مصر بسبب عمله الدبلوماسي لسنوات طويلة خارج مصر في مؤسسات دولية.