أكّد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، وليام بيرنز، من دمشق أمس، رغبة الولايات المتحدة في تحسين علاقتها مع سوريا، التي شدد رئيسها على أهمية الدور الأميركي في السلامشدّد الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال استقباله مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز في دمشق أمس، على أهمية وجود دور أميركي في عملية السلام يكون داعماً للدور التركي.
وأكد الأسد، الذي بحث مع بيرنز تطورات الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام المتوقّفة، ضرورة اتخاذ الولايات المتحدة سياسات تدفع إسرائيل إلى قبول متطلبات السلام.
وفي السياق، رأى الرئيس السوري، خلال استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية التشيكي يان كوهوت، أن «منطقة الشرق الأوسط لن تعرف السلام طالما لم تكن لدى إسرائيل نوايا حقيقية لتحقيقه».
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن الأسد تأكيده أنّ «سوريا تؤمن أن السلام هو وحده الكفيل بضمان أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، وأنه لن يتحقّق في ظلّ نوايا إسرائيلية غير حقيقية تجاهه».
من جهته، أعلن بيرنز أن بلاده مستعدة لتحسين العلاقات مع سوريا، والالتزام بتحقيق سلام عادل وشامل بين العرب والإسرائيليين على كل المسارات.
وأشار المبعوث الأميركي إلى أن اللقاء الذي جمعه مع الأسد جعله «متفائلاً»، مشدّداً على أن واشنطن ودمشق «بإمكانهما تطوير علاقاتهما بما يخدم البلدين».
وأوضح بيرنز أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق «استقرار إقليمي ومتابعة الحوار الذي كنا قد بدأناه» مع سوريا، التي «تؤدي دوراً مهماً في الشرق الأوسط». وأضاف إنه أجرى والأسد «مناقشات موسّعة ومثمرة»، مضيفاً «تحدّثنا عن النقاط التي نختلف فيها، وفي الوقت نفسه تناولنا النقاط التي نتفق عليها».
وقال بيرنز إنه نقل «اهتمام الرئيس (الأميركي باراك) أوباما المستمر بمتابعة بناء العلاقات مع سوريا، على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وأكّد أن «هناك الكثير من التحديات على الطريق، لكن باجتماعي مع الأسد آمل أن نتمكن من تحقيق تقدّم لما فيه مصلحة البلدين».
وكشف بيرنز عن أن «منسّق وزارة الخارجية الأميركية لمكافحة الإرهاب دان بينجامين، سيبقى في دمشق يوماً آخر»، لإجراء المزيد من المحادثات.
وتأتي زيارة بيرنز إلى سوريا بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما عيّن الدبلوماسي روبرت فورد سفيراً للولايات المتحدة لدى دمشق، ليكون أول سفير لبلاده في عاصمة الأمويين منذ 5 أعوام.
ورأى بيرنز أن تعيين فورد «يدلّ على استعداد الإدارة الأميركية لتحسين العلاقات». وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، أن فورد عند تسلّم مهمّاته «سيبدأ حواراً مع الحكومة السورية بشأن كيفية تحسين العلاقات، مع معالجة القضايا التي تمثّل مصدر قلق». وأثار قرار الإدارة الأميركية تعيين سفير جديد لدى دمشق، خلافاً مع الجمهوريين. ورأت العضو الجمهورية البارزة في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، اليانا روس ـــــ ليتينين، أنه «مع هذا التعيين، تواجه سياستنا الخارجية مجدداً مخاطر توجيه رسالة مفادها أنه من الأفضل أن تكون دولة ما عدوة لدوداً بدلاً من حليف مخلص ومتعاون مع الولايات المتحدة»، مشيرةً إلى أن «سوريا ترعى مجموعات متطرفة مثل حزب الله وحماس، وتقوّض سيادة لبنان، وتسعى إلى امتلاك قدرات أسلحة غير تقليدية وصواريخ».
(يو بي آي، أ ف ب، سانا)