Strong>منفّذو الاغتيال جوازاتهم مزوّرة ودبي تصدر مذكّرات توقيف دولية بحقّهمفتح إعلان إمارة دبي عن التحقيق مع فلسطينيَّين متّهمين بالمشاركة في اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح، باب الاتهامات بين الحركة الإسلامية و«فتح»، لجهة انتماء هذين الفلسطينيَّين، في وقت أعلنت فيه كل من بريطانيا وإيرلندا وفرنسا أن جوازات المشتبه بهم الأوروبيّين مزوّرة

غزة ــ قيس صفدي
غداة كشف دبي عن ضلوع 11 شخصاً يحملون جوازات أوروبية في عملية اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح، أعلن قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، أن «التحقيق جارٍ مع فلسطينيَّين سلّمهما الأردن، وقد يكونان ساعدا المجموعة التي اغتالت المبحوح الشهر الماضي». وقال إن «اثنين من الفلسطينيين المقيمين في الإمارات سافرا بعد الحادث إلى الأردن، وقُدّم طلب لاستردادهما. وقبل ثلاثة أيام، سلّمهما الأردن». وأوضح أن «أحدهما قابل أحد عناصر الخلية (التي قتلت المبحوح) قبل الجريمة، وجرى تصوير المقابلة. أمّا الثاني، فكان على تواصل مع الأول»، مشيراً إلى أن «الاشتباه قويّ بالأول».
ورجّح خلفان حصول «تسريب» من جانب المحيطين بالمبحوح، الذي قتل في 19 كانون الثاني الماضي في غرفة فندقية في دبي، مشيراً إلى أن «المبحوح حجز الفندق في 18 كانون الثاني، أي قبل يوم واحد من وصوله إلى دبي واغتياله، وهذا وقت غير كاف لإعداد عملية الاغتيال».
من جهته، أعلن النائب العام في الإمارة، عصام عيسى الحميدان، أن «النيابة العامة أصدرت أوامر توقيف دولية بحق جميع قتلة المبحوح لارتكابهم جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار، والترصّد للمجني عليه على أرض إمارة دبي».
الخارجية الفرنسية أبلغت «حماس» عدم وجود أيّ مواطن فرنسي بين أعضاء الخليّة التي اغتالت المبحوح
وبعد إعلان شرطة دبي عن وجود 6 بريطانيين و 3 إيرلنديين بين المتهمين الأوروبيين الـ11، أعلنت مصادر حكومية بريطانية لصحيفة «ديلي تلغراف» أنه «لا علم لها بضلوع أيّ بريطاني في مؤامرة الاغتيال، بل هم عملاء من الاستخبارات الإسرائيلية استخدموا جوازات سفر إيرلندية عند التنفيذ». وقالت إن متحدثاً باسم وزارة الخارجية البريطانية أوضح أن مسؤولي وزارته «يسعون إلى الحصول على مزيد من المعلومات، وهم على علم بأن الشرطة الدولية (إنتربول) تلقّت طلباً لإصدار مذكّرات اعتقال».
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرلندية إن «تفاصيل جوازات السفر الإيرلندية التي استخدمها ثلاثة من المشتبه فيهم مزوّرة»، موضحاً «لقد مرّرنا أرقام الجوازات والأسماء عبر قاعدة البيانات، ولم نعثر على جوازات سفر بهذه الأسماء أو الأرقام».
كذلك أعلن القيادي في «حماس»، أيمن طه، أن «الخارجية الفرنسية أبلغت الحركة عدم وجود أيّ مواطن فرنسي بين أعضاء الخلية التي اغتالت المبحوح»، موضحة أن «الحديث يدور عن جواز سفر فرنسي مزوّر، لذلك فرنسا تتبرأ من هذه العملية». ولفت إلى أن «الاستنتاج الناجم عن ذلك هو أن الموساد الإسرائيلي يقف وراء عملية الاغتيال، وقد استغل جنسيات مختلفة بجوازات سفر مزوّرة لدخول دبي».
وحاول طه التخفيف من تبادل الاتهامات بين الأجهزة الأمنية التابعة لحكومتي «فتح» و«حماس» بشأن علاقتهما بالفلسطينيَّين اللذين اعتقلتهما شرطة دبي، فرفض توجيه الاتهام إلى السلطة الفلسطينية. وقال «لا نريد اتهام أحد، ولا نريد حرف الأمور عن مسارها. المتورّط الحقيقي والمتهم الأساسي هو العدو الصهيوني».
من جهته، نفى وزير الداخلية في حكومة «حماس» في غزة، فتحي حماد، بشدة علاقة الفلسطينيين المعتقلين، اللذين قيل إنهما ضابطان في حكومته بالجريمة، مؤكّداً أنهما «يعملان لمصلحة حكومة رام الله»، موضحاً أن «هناك إشارات قويّة تدل على علاقة رام الله بعملية الاغتيال، لكن ملف الاغتيال الذي تعرض له الشهيد المبحوح هو بيد المكتب السياسي لحماس في الخارج».
بدوره، حمل الناطق باسم «حماس»، فوزي برهوم، «الموساد الصهيوني المسؤولية الكاملة عن عملية اغتيال محمود المبحوح، مهما كانت جنسية عملاء الموساد الذين نفّذوا هذه الجريمة وهويّاتهم»، فيما أكد المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لـ«حماس»، التي يُعدّ الشهيد المبحوح أحد مؤسسيها، أنها «لن تفاجَأ إذا علمت أن طرفًا له علاقة بسلطة دايتون (الاسم الذي تطلقه «حماس» على سلطة رام الله في إشارة إلى المنسق الأمني الأميركي الجنرال كيت دايتون) يشتبه في أنه شارك في جريمة اغتيال القائد المبحوح».
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الأجهزة الأمنية في الضفة، عدنان الضميري، أن «المعلومات المؤكّدة لدى السلطة تشير إلى أن أحد الأشخاص المتورطين يعمل في إمارة رأس الخيمة برتبة رائد في حماس، وقد خرج من غزة ليعمل في دبي». وأضاف إن «هذا الشخص استعملته المجموعة المسؤولة عن تنفيذ عملية الاغتيال للتعريف على هوية المبحوح»، مؤكّداً أن «هذه المعلومات وردت من الجهات القريبة من التحقيق». وتساءل «من يعرف بسفر المبحوح إلى دبي وبتوقيت السفر ورقم رحلته وعنوان غرفته؟ وهل أخذ المبحوح إذناً من السلطة الفلسطينية قبل سفره، أم أخذه من قيادة حماس ودوائرها القريبة؟».