دبي ــ الأخباركشفت شرطة دبي، أمس، أسماء وهويات العناصر المتورّطين في اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح قبل ثلاثة أسابيع في أحد فنادق الإمارة الخليجية. وعرضت شريطاً مصوّراً رصد تحركات العناصر المطلوبين، البالغ عددهم 11 شخصاً يحملون جوازات سفر أوروبية سليمة، وبينهم امرأة. وأوضح القائد العام لشرطة دبي، ضاحي خلفان تميم، بأن المتهمين اتبعوا مجموعة من وسائل المراوغة والتضليل والتنكر لتغيير هيئتهم الأصلية. وأشار إلى أن الجريمة نفذت بسرعة خاطفة، إذ لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة منذ لحظة دخول المجنى عليه إلى الفندق حتى مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة إلى المطار.
وأكد خلفان أن الشرطة نجحت في رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم إلى دبي لحين مغادرتهم، التي لم تتجاوز 24 ساعة. وكشف خلفان أن الجناة استخدموا جهازاً إلكترونياً لفتح باب غرفة المبحوح، ومن ثم انتظروا وصوله لإتمام عملية الاغتيال.
وأوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين تضمّ كلاً من «بيتر إيليفنغر، ويحمل جواز سفر فرنسياً، وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر إيرلندية، وهم: كيفين دافرون، وجايل فوليارد، وإيفان دينينغز، إضافةً إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية، وهم: بول جون كييلي وميلفين آدم ميلداينر وستيفين دانيل هودز ومايكل لورانس بارني وجيمس ليونارد كلارك وجوناثان لويس غراهام، والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانياً».
وأشارت الشرطة إلى أن إيليفنغر، قام بدور مسؤول التنسيق اللوجستي للفريق، حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي، ثم حجز غرفة في فندق «البستان روتانا» ـــــ موقع الجريمة ـــــ وطلب غرفة محددة، وهي الغرفة رقم «237» المقابلة لغرفة المبحوح رقم «230»، لكنه لم يستخدمها، بل غادر دبي قبيل إتمام رفاقه الجريمة بوقت وجيز.
وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقّب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين محمود المبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار. وأظهرت تسجيلات المراقبة في الفندق وصول فريق التنفيذ إلى الفندق وصعود أفراده على دفعتين «اثنان في كل مرة» وبفارق دقائق عدة، ودخلوا جميعاً إلى الغرفة التي استأجرها المتهم الأول رقم «237».
وبعد تنفيذ العملية، عمد الجناة إلى ترتيب الغرفة وإغلاق سلسلة الأمان من الداخل إمعاناً في الإيحاء بأن الوفاة تمت بصورة طبيعية، ولا سيما أن نتائج التشريح أشارت إلى أن الوفاة كانت نتنيجة «الاختناق».


كشف قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، أن الشرطة ألقت القبض على اثنين من الفلسطينيين على خلفية ملف اغتيال محمود المبحوح. وشدد على أن «حماس» لم تبلّغ السلطات الإماراتية بوصول المبحوح إلى أراضيها، مبدياً خشيته من وجود «اختراق» في جهاز أمن القيادي الفلسطيني، باعتبار أن توافد عناصر المجموعة التي نفذت العملية بدأ قبل وصوله إلى دبي، ما يدلّ على معرفتهم بموعد قدومه.


«حماس»: تنسيق السلطة تخطى الحدود

اعتبرت حركة «حماس» أن ما تردد عن اعتقال شرطة دبي فلسطينيين، أحدهما ضابط في السلطة لتورطهما في عملية اغتيال محمود المبحوح، دليل على امتداد التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل خارج فلسطين.
واعتبر المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، ذلك دليلاً على تورط هذه الأجهزة الأمنية في عملية الاغتيال «التي استهدفت قائداً وبطلاً كبيراً من أبطال فلسطين».
وجدد أبو زهري اتهام الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء الحادث.
وقال «بغض النظر عن جنسيات المتورطين في جريمة الاغتيال فإن الموساد الصهيوني هو المسؤول عن هذه الجريمة وهو من دبر وخطط واستعمل عملاءه لتنفيذ هذه الجريمة».