تنتهي اليوم أعمال منتدى أميركا والعالم الإسلامي الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة، ويجمع عدداً كبيراً من مفكري وسياسي العالم الإسلامي والاميركيين. المنتدى الذي بدأ يوم السبت الماضي، يعقد للمرة الثالثة بمبادرة وإشراف مركز سابان التابع لمعهد بروكينغز، ويهدف إلى جمع قادة سياسيين وخبراء وممثلين للمجتمع المدني من أميركا والعالم الإسلامي للتحاور في القضايا التي تجمع الطرفين.وطالب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في كلمته لمناسبة افتتاح المنتدى، بضرورة أن تبنى العلاقات بين الطرفين على أساس الفهم الموضوعي لطبيعة العالم الإسلامي.
من جهته، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان في خطابه، محاولات البعض إلصاق تهمة الإرهاب والعنف بالإسلام، التي وصفها بأنّها إجحاف لا بحق الدين الإسلامي وحسب بل بالإنسانية جمعاء. وتميّز يوم الافتتاح بخطاب ألقاه الرئيس الاميركي باراك أوباما عبر الفيديو، جدّد خلاله التزامه بحلّ الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، وأكدّ على الانسحاب من العراق في آب المقبل، داعياً إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والمسلمين.
واعترف أوباما بأنّ الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم انزلقوا مرات عديدة إلى دوامة من «سوء التفاهم وانعدام الثقة» قد تؤدي إلى الصراع بدل التعاون.
وقال أوباما، الذي بدأ خطابه أمام المنتدى بعبارة «السلام عليكم» بالعربية، إنّه على الرغم من بقاء الكثير مما يتعيّن فعله، إلا أنه وُضعت أساسات لتحويل التعهدات التي قدّمها في الخطاب الذي ألقاه في القاهرة السنة الماضية إلى أفعال. وأكدّ أنّ إدارته بذلت جهوداً للاستماع إلى آراء المسلمين من خلال إقامة الاجتماعات في البلديات واللقاءات مع الطلاب وحركات المجتمع المدني والقادة الدينيين ورجال الأعمال، ومن ضمنها زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى باكستان وزيارته المرتقبة إلى أندونيسيا الشهر المقبل، وذلك تنفيذاً للتعهدات التي قدمها في القاهرة لإقامة شراكات مع المسلمين، وذلك وليس مع حكوماتهم فحسب بل مع الشعوب أيضاً.
في المقابل، انتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في إحدى ندوات المنتدى، المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين التي تمثل «تراجعاً بعد عشرين سنة من المفاوضات المباشرة»، معتبراً أنّ «الفلسطينيين والاسرائيليين استنفدوا المفاوضات».
وسأل عريقات الرئيس الأميركي «لماذا لا تعترف الولايات المتحدة بدولة فسلطينية بحدود 1967 كما ذكرتم في خطابكم في القاهرة؟».
وكان من بين المشاركين في أعمال المنتدى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي بدأت جولة في المنطقة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)