علي حيدركثّفت إسرائيل جهودها الدبلوماسية لحشد التأييد الدولي لإصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات مشددة على إيران تؤدي إلى عرقلة برنامجها النووي. وتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، أمس، في أول زيارة رسمية له إلى روسيا، بهدف إقناع المسؤولين الروس بضرورة «الضغط على إيران وفرض عقوبات شديدة جداً عليها».
وكان نتنياهو قد أوضح، في مستهل جلسة الحكومة أمس، خلفيات زيارته إلى موسكو بالقول إن «روسيا دولة عظمى مهمة وصديقة لإسرائيل»، مشيراً إلى أن المشروع النووي الإيراني سيحتل رأس برنامج لقاءاته مع القادة الروس، كذلك سيبحث قضايا ذات اهتمام مشترك، بما فيها توثيق العلاقات بين روسيا وإسرائيل.
وفي محاولة لاستمالة الموقف الروسي، قال نتنياهو إن إسرائيل تنظر بتقدير بالغ للعلاقات مع موسكو، التي «نريد لها أن تسهم في دفع الخطوات لتوطيد عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين من دون شروط مسبقة».
وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية أيضاً إلى أن نتنياهو سيحثّ روسيا على عدم بيع إيران صواريح «إس ـــــ 300» المتطورة، وعدم تزويد سوريا بأسلحة متطورة.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول حكومي رفيع المستوى قوله إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تبلغ إسرائيل نتائج اتصالاتها مع عواصم دول العالم من أجل التوصل إلى صيغة متفق عليها لمشروع قرار العقوبات على إيران، مشيراً إلى أن الجهود الغربية تعمل على بلورة صيغة مشروع القرار حتى نهاية الشهر المقبل، الذي يركّز على فرض عقوبات على «الحرس الثوري الإيراني ومؤسسات لها علاقة بالمشروع النووي».
وفي السياق، أضافت «هآرتس» أن إسرائيل والولايات المتحدة أجرتا مشاورات على مستويات رفيعة في الأسابيع الأخيرة بشأن المشروع النووي الإيراني، خلال زيارة مستشار الأمن القومي، جيمس جونز، لتل أبيب قبل شهر، وزيارة سرية لرئيس جهاز الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» قبل نحو أسبوعين.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين طلبوا من الإسرائيليين الحفاظ على «ضبط النفس إعلامياً في ما يتعلق بإيران، والتصرّف بمسؤولية».
ووصل إلى تل أبيب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايكل مولن، الذي سيجتمع بوزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكينازي وكبار المسؤولين الأمنيين.
كذلك سيصل إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل، وفد أميركي لإجراء الحوار الاستراتيجي الأول بين إسرائيل والإدارة الأميركية، في عهدي نتنياهو وباراك أوباما. ومن المفترض أن يتناول الحوار، الذي سيجري في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، مواضيع سياسية وأمنية، في مقدّمها البرنامج النووي الإيراني. ولفتت «هآرتس» إلى أن الحوار لن يجري على مستوى وزراء بل نائب وزير، وسيرأس الطاقم الإسرائيلي نائب وزير الخارجية داني أيالون، فيما يرأس الوفد الأميركي نائب وزير الخارجية الأميركي، جيم ستانبرغ.
ولم تكن سوريا في منأى عن التحشيد الإسرائيلي للعقوبات على إيران، إذ حضّها نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون على عدم اتباع إيران في تصريحاتها المعادية لإسرائيل.
وقال أيالون، خلال اجتماع عام بالقرب من تل أبيب، «آمل ألا تنجر سوريا وراء تصريحات إيران العدوانية» تجاه الدولة العبرية. وأضاف أن «النبرة العنيفة للتصريحات السورية في الفترة الأخيرة ما هي إلا نتيجة لتحريض إيران الساعية إلى صرف انتباه العالم عن برنامجها النووي من خلال تصريحاتها العدوانية».