إسرائيل وأذربيجان على شفا تحالف استراتيجي، كلّ لغايته؛ الدولة العبرية عينها على النفط، وباكو تريد مقارعة اللوبي الأرمني بنظيره اليهودي
موسكو ــ حبيب فوعاني
أنهى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان زيارة، استمرت 3 أيام، إلى العاصمة الأذرية باكو. زيارة كانت حافلة باللقاءات على المستويات الرسمية، وبُحث فيها مستقبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها. زيارة ليبرمان تشير إلى وتيرة التعاون المتسارعة بين تل أبيب وباكو، وخصوصاً بعدما نالت أذربيجان «شهادة حسن سلوك» بكشفها في أيار الماضي عن إحباط «مخطط تفجير» كانت تعد له «خلية حزب الله» «لتدمير السفارة الإسرائيلية في باكو».
لكن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين لا تزال تراوح مكانها. وعلى الرغم من افتتاح سفارة إسرائيلية في باكو عام 1992، لم تستعجل أذربيجان فتح سفارة لها في تل أبيب، ربما لصعوبات مالية في سنوات التسعينيات العجاف.
غير أنه أصبح واضحاً لاحقاً أن أذربيجان كانت مجبرة على الأخذ بالاعتبار مواقف الدول العربية، والجارة إيران، ولا سيما أن 85 في المئة من مواطني هذه الدولة الإسلامية يعتنقون المذهب الشيعي.وعلى الرغم من أن ليبرمان تناول مسألة فتح سفارة لأذربيجان في إسرائيل، فإن باكو لا تزال تفضل على ما يبدو توسيع التعاون الاقتصادي مع تل أبيب، ولا سيما أن صادرات النفط الأذربيجاني إلى الدولة العبرية بلغت العام الماضي 4 مليارات دولار.
ورأت مصادر إسرائيلية أن زيارة ليبرمان تمثّل دفعة جديدة لتحويل العلاقة إلى علاقة استراتيجية. فأذربيجان، التي تعاني من قوة اللوبي الأرميني في الولايات المتحدة وروسيا في نزاعها مع

صادرات النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل بلغت العام الماضي 4 مليارات دولار

أرمينيا على إقليم ناغورني كراباخ، تحاول موازاته باللوبي اليهودي في العالم. وتريد النخبة الآذريّة الحاكمة التغطية على الفساد المستشري في أجهزة الدولة وضمان سلامة أموالها المهرّبة إلى الخارج، وكذلك على قمعها لأيّ معارضة دينية وعلمانية وكمّ أفواه الصحافيين، وكذلك على انتقاد المجتمع الدولي لقرار باكو الأخير رفع القيود المفروضة على مدة ولاية الرئيس.
وللرد على الانتقادات المحتملة لزيارات المسؤولين الإسرائيليين ـــــ فالوصفة جاهزة: صرح عضو مجلس ملي (البرلمان) أسيم ميلادزه، لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، بأن «تطوير العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان، يجب أن لا يُقلق دول العالم الإسلامي، بما فيها إيران. إذ إن كثيراً من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وتتبادل الزيارات الرسمية معها، وتتعاون معها في مختلف المجالات».