هدوء نسبي ساد معظم الجبهات السورية طيلة أيام عيد الأضحى، باستثناء المنطقة الجنوبية. فتحت مسمى «وبشّر الصابرين»، وبهدف فك الحصار عن «مجاهدي» الغوطة الغربية، أطلقت فصائل «الجبهة الجنوبية» معركتها الجديدة ثاني أيام عيد الأضحى. وأعلنت غرفة عمليات «تحالف فتح الشام» بدء العمليات العسكرية من ريف القنيطرة الشمالي، للسيطرة على نقاط عدّة، تتيح لمسلحيها «الوصول إلى قرى الغوطة الغربية»، للعاصمة دمشق.
واعتبر «فتح الشام» أن العملية الجديدة في إطار «نصرة الزبداني»، إلا أن مصادر مطلعة في الجنوب السوري أكّدت لـ«الأخبار» أن العملية «تتزامن مع معركة الله الغالب» في الغوطة الشرقية، التي أطلقها «جيش الإسلام» ضد الجيش السوري. وأشارت المصادر إلى أن العملية «حُضّر لها منذ فترة»، بمشاركة عدد من الفصائل، وبدعم خفي من «جبهة النصرة».
ويشارك في العملية عددٌ من الفصائل المسلحة، ومنها «أكناف بيت المقدس» و«جماعة أنصار الهدى» و«مشروع بناء أمة» و«لواء الشهيد أحمد العمر» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«لواء عائشة أم المؤمنين» و«كتيبة أبو عبيدة بن الجراح».
ولليوم الرابع على التوالي، لم يستطع المسلحون تحقيق أي تقدّم على مختلف محاور القتال، نتيجة التحصينات الكبيرة التي أنشأها الجيش هناك. ودارت الاشتباكات على محاور بلدات جباتا الخشب وأوفانيا وحضر ومزارع الأمل وتل الأحمر في ريف القنيطرة، وأسفرت عن وقوع إصابات عدّة في صفوف المسلحين بين قتيلٍ وجريح. كما دارت مواجهات أخرى على محور أوتوستراد السلام في الغوطة الغربية، إذ أعلن «فتح الشام» أن مسلحيه «يرابطون على الأوتوستراد لقطع طرق الإمداد على قوات الجيش المتجهة إلى القنيطرة».
في السياق، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن «قذيفة صاروخية سقطت في منطقة مفتوحة شمالي هضبة الجولان المحتل»، مصدرها مناطق الاشتباك.
كما استهدف العدو الإسرائيلي مساء أمس بأربعة صواريخ كتبية المدفعية في «اللواء 90» وتل أبو الندى ونبع الفوار في ريف القنيطرة، من دون وقوع أي إصابات في الأرواح.
إلى ذلك، أفاد مصدر ميداني «الأخبار» بأن الجيش استهدف بالصواريخ الموجهة عدداً من الآليات التابعة للمسلحين، موقعة طواقمها بين قتيل وجريح، في وقت استهدفت فيه مدفعية الجيش مواقع المسلحين في بلدت جباتا الخشب في ريف القنيطرة، ومزارع بيت جن في ريف دمشق الغربي.
وعلى الجهة الأخرى، استهدفت مدفعية الجيش تجمعات للمسلحين في بلدة عتمان ومنطقة حميدة الطاهر، بالقرب من مخيم النازحيين في ريف درعا. كما استهدف رماة الصواريخ الموجهة شاحنة كبيرة (قاطرة)، على الطريق الواصل بين بلدتي النعيمة ــ أم المياذن في ريف درعا.
وبالتوازي مع «وبشّر الصابرين»، عادت المواجهة «الجهادية» إلى المشهد الدرعاوي، بين «لواء شهداء اليرموك»، المبايع لـ«داعش»، و«جبهة النصرة» في منطقة عين ذكر في ريف درعا الغربي. وتزامن ذلك مع قطع عناصر «لواء اليرموك» الطريق الواصل بين منطقة عين ذكر وبلدة تسيل بالسواتر الترابية. في المقابل، استهدفت «النصرة» بصاروخ موجّه سيارة المسؤول الأمني لـ«لواء اليرموك»، نادر القسيم، في منطقة وادي اليرموك في الريف الغربي.
كذلك انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لأحد قادة جبهة «ثوار سوريا» في بلدة مزيريب، فيما قتل عدد من المسلحين وأسر آخرين، في كمين للجيش والقوات الرديفة عند منطقة كوع حدر، بالقرب من قرية لاهثة، في ريف السويداء.
وفي مدينة حلب، سيطرت «وحدات حماية الشعب» الكردية على حي الشيخ مقصود، بعد معارك عنيفة ضد مسلحي «حركة أحرار الشام» و«حركة نور الدين زنكي». واستنكرت «مواقع» المعارضة إنجاز «الوحدات»، مشيرةً إلى أن السيطرة على الحي ستعيد وصل مناطق الريف الشمالي بالمدينة أمام قوات الجيش السوري. وفي وقت متأخر من ليل أمس، هاجم مسلحو «جبهة النصرة» بشكل مباغت الحي حيث دارت اشتباكات عنيفة.
وفي غضون ذلك، قصف المسلحون المدنيين في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، في المقابل، قتل عنصر لـ«أجناد الشام»، وأصيب عدد آخر، في تفجير انتحاري استهدف أحد مقارّها في ريف حلب الجنوبي، من دون أن تتبنى أي جهة ذلك.
وفي ريف دمشق، تستمر الاشتباكات في الجبال المحيطة لمدينة دوما وضاحية الأسد، في الغوطة الشرقية، بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام». وفي جنوبي العاصمة، وتحديداً في حي القدم، توصلت الفصائل المسلحة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعدما توسطت «جبهة النصرة» بين «داعش» من جهة، و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» وآخرين من جهة أخرى.
(الأخبار)