القاهرة | وقف فكري محمود، وهو موظف في العقد الخامس من عمره ينتظر طابوراً طويلاً يزاحم فيه النساء للحصول على اللحوم المدعمة التي أعلنتها الحكومة المصرية بسعر يقل النصف عن نظيرتها في الخارج. الرجل، الذي يعيل أسرة من 5 أفراد، فضل الانتظار في الطابور لأكثر من ساعة من أجل الحصول على اللحمة.
يقول فكري إن راتبه لا يتجاوز 1500 جنيه (الدولار يعادل 7.78 جنيهات)، لذلك لا يستطيع شراء اللحمة من الجزارين بسعر 120 جنيهاً للكيلو. ويشير إلى أن جيرانه في منطقة إمبابة أخبروه بمواعيد وصول اللحوم المدعومة حتى يستطيع الشراء بسعر 50 جنيهاً للكيلو.
اختار فكري أن يأتي لشراء اللحمة من المجمع في حي الزمالك باعتباره أقل زحاماً من المجمعات الأخرى، خاصة الموجودة في المناطق الشعبية، لافتاً إلى أن اللحمة تنفد من السيارة الخاصة لنقلها فور وصولها، ولا يحصل كل فرد إلا على كيلو واحد فقط لكثرة الطلب.
وبشأن حملة «مقاطعة شراء اللحوم» التي انطلقت الشهر الماضي، يقول فكري إنه شارك فيها اضطرارياً، نظراً إلى وجود أولويات لديه حالياً كشراء ملابس المدارس لأبنائه وغيرها من المستلزمات. لكنه لم يتمكن من الاستمرار في المقاطعة بسبب عيد الأضحى، فاكتفى بشراء نصف الكمية التي كان يشتريها في السنوات السابقة.
منعم أحمد، وهو جزار يعمل في منطقة السيدة زينب، قال من جهته، إن الإقبال على شراء اللحوم ضعيف مقارنة بالسنوات السابقة، لكن المواطنين عوضوا الفارق بشراء كميات كبيرة من مشتقات اللحوم. وذكر أن إقبال الأهالي على شراء الخراف ضعيف مقابل شراء الماعز الأقل ثمناً والأخف وزناً في اللحم.
أسعار اللحوم المرتفعة أصابت أسعار الأضاحي بارتفاع نسبته 20% عن العام الماضي، وهو ما أثر سلباً في المبيعات، وقد شهدت الأسواق ركوداً كبيراً على خلاف السنوات الماضية، فيما رصدت الغرفة التجارية تراجع المبيعات مع تراكم الأضاحي لدى البائعين وتراجع الكميات التي تذبح كل عام قبل العيد.
في هذا السياق، يقول نائب رئيس «شعبة القصابين في الغرفة التجارية»، محمد شرف، إن ارتفاع الأسعار سببه التغير الذي طرأ على سعر صرف الدولار واعتماد المزارعين على شراء الأعلاف المستوردة، مشيراً إلى أنه حتى في السنوات التي مرت بها البلاد بظروف صعبة لم تشهد هذا التراجع الكبير. واستدرك: «الساعات الأخيرة شهدت تحسناً طفيفاً في المبيعات، لكنها لم تعوض خسائر الأسابيع الماضية».
في سياق آخر، تبدأ قوات «مكافحة جرائم العنف ضد المرأة» الانتشار طوال أيام عيد الأضحى، وهي مزودة بالصواعق الكهربائية والكلبشات الحديدية، وتركز على الوجود في شوارع القاهرة وميادينها وحدائقها، حيث من واجبها رصد محاولات التحرش بالفتيات قبل وقوعها وضبط الجناة وإحالتهم على النيابة.
ووفق مصدر أمني في إدارة «مكافحة العنف ضد المرأة»، ستنتشر دوريات أمنية تتكون من ضباط وضابطات الإدارة صباح اليوم ومعها تعليمات بالتصدي بحزم لأي متحرش. وأضاف المصدر أن كل دورية أمنية تتكون من ثمانية ضباط بينهم أربع ضابطات وثمانية مجندين.