القاهرة | عشية مغادرة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي إلى نيوريوك، أصدر قراراً جمهورياً بالعفو عن 100 من المحبوسين على ذمة قضايا التظاهر، بالإضافة إلى المتهمين في «خلية الماريوت»، في وقت أعلن فيه حصول القاهرة على حاملتي طائرات «ميسترال» بتمويل سعودي.
وصدر قرار السيسي قبل ساعات من سفره للمشاركة في اجتماعات «الجمعية العامة للأمم المتحدة»، وشمل العفو 100 شاب وفتاة من الصادرة بحقهم أحكام نهائية بالحبس، أبرزهم المتهمون في قضية مسيرة الاتحادية وتظاهرات مجلس الشورى التي أعقبت إقرار الحكومة قانون التظاهر عام 2013، ليصل عدد المفرج عنهم سياسياً بعفو رئاسي إلى 265 شخصاً.
اللافت في قرارات العفو الرئاسية هو الإفراج عن جميع المتهمين في قضية مسيرة الاتحادية بعدما قضوا أكثر من نصف العقوبة، فيما لا يزال هناك عدد من المتهمين في قضية التظاهر في محيط مجلس الشورى قيد الحبس، كما جرى العفو عن الصحافيين محمد فهمي فاضل وباهر محمد حازم، المدانين في قضية «خلية الماريوت».

استفاد من العفو نحو 100 شاب وشابة محبوسين على ذمة عدة قضايا

ومن المقرر تنفيذ قرارات الإفراج مع فجر العيد بعدما طلب السيسي من وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، تسريع الانتهاء من الإجراءات ليقضي الصادر بحقهم قرارات العفو عيد الأضحى برفقة عائلتهم، على أن تنشر أسماء المعفى عنهم في الجريدة الرسمية. تطور داخلي بارز ترافق مع إعلان قصر الاليزيه التوصل إلى اتفاق مع القاهرة على شراء حاملتي طائرات فرنسيتين «ميسترال» بدلاً من حصول موسكو عليهما، وهي الصفقة التي جرت بمباركة روسية وتمويل سعودي وتقترب قيمتها من مليار يورو. وتمتاز حاملة الطائرات الفرنسية الجديدة بأن حمولتها تصل إلى 16 مروحية و4 سفن خفيفة و13 دبابة، وهي مجهزة بمنظومة دفاع جوي ورشاشات عيار 30 ملم، بالإضافة إلى قدرتها الاستيعابية لحمل الجنود تصل إلى 900 شخص. وتمتلك أيضاً أجهزة تشويش عالية الدقة، كما يمكن استخدامها في العمليات العسكرية خارج الحدود الإقليمية للدولة.
ومن المقرر أن يغادر السيسي إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة، حيث سيلقي بيان مصر ويعرض فيه مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في الجمهورية، فضلا عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى توضيح الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب. وقال المتحدث الرسمي للرئاسة، السفير علاء يوسف، إن الرئيس سيشارك فور وصوله في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة لاعتماد أجندة التنمية لما بعد عام 2015، وهي ستشهد حضورا مكثفا لنحو مئة من رؤساء الدول والحكومات. وذكر يوسف أن السيسي «سيترأس اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وذلك على ضوء الرئاسة الدورية لمصر لهذه اللجنة، وكذلك مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة»، مضيفا: «سيشرح الرئيس أهمية تقاسم المسؤولية بين الدول المتقدمة والنامية من أجل مساعدتها على التحول إلى اقتصادات نظيفة، ولا سيما أن الدول النامية ليست مسؤولة عن زيادة الانبعاثات الحرارية وملوثات البيئة». كذلك سيشارك السيسي في عدد من الفعاليات بينها جلسة نقاش رفيعة المستوى حول التعاون بين دول الجنوب، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني، فضلا عن قمة مكافحة تنظيم «داعش» والتطرف العنيف تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي.
على الصعيد الاقتصادي، سيحاول السيسي خلال لقاءاته مع عدد من كبريات الشركات ورؤساء صناديق الاستثمار وبيوت المال تحصيل عروض وعقود جديدة، كما أنه معني بلقاء لفيف من الشخصيات ذات الثقل والتأثير في المجتمع الأميركي، كي يعرض عليهم الإنجازات التي حققتها مصر بجانب التعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة والمشروعات التنموية المتاحة.