احتفل آلاف الفلسطينيين، أمس، بالذكرى الـ 15 لتأسيس حزب «التجمع الوطني الديموقراطي» في أراضي الخط الأخضر المحتلة
حيفا ــ الأخبار
احتفل الآلاف من فلسطينيي الـ 48، أمس، بالذكرى الـ 15 لتأسيس حزب التجمّع الوطني الديموقراطي، الذي أسسه المفكر العربي عزمي بشارة. وقد توافد الآلاف من كل المناطق المحتلة في أراضي الـ 48 إلى قاعة «سميرا ميس» في مدينة شفا عمرو، رافعين الأعلام البرتقالية وصوراً لبشارة. كان الحضور الشبابي طاغياً على المشهد، علماً بأنّ الاحتفال تخلّله احتفاء بـ 700 منتسب جديد للحزب، إضافة إلى تكريم بعض الشخصيات الوطنية التي ساهمت في الحركة الوطنية في الداخل.
لم يكن إحياء المناسبة تقليدياً من حيث الخطابات والكلمات. كان الحفل رشيقاً وشبابياً إلى حدٍّ كبير. وتضمّن فقرات فنيّة وقراءة قصائد من بعض الممثلين والشعراء، وعرض فيلم أعدّه شباب الحزب، تضمّن أهم المحطّات في تاريخ الحزب ومؤسسه.
وقد ركّز المتحدّثون على مسيرة التجمّع ورؤيته القومية، وكيف فرض نقاشاً سياسياً جديداً على الحلبة السياسية في الدولة العبرية.
كما تخلل الفيلم استعراض لعمل مؤسسات الحزب وأنشطته الثقافية والفكرية، ونشاطه في صفوف طلاب الجامعات واتحاد المرأة التقدمي.
وقال الأمين العام لـ«التجمّع الوطني الديموقراطي»، عوض عبد الفتاح، لـ«الأخبار»، عن بداية الحزب، إنه تأسس أثناء فترة سياسية صعبة، وتحديداً بعد اتفاقية «أوسلو» التي «تجاهلت فلسطينيي الـ 48». وتابع «الناس كانت محبطة في تلك الفترة، وكان الأفق مسدوداً للحركة الوطنية، فبعد أوسلو، خفّفت إسرائيل قبضتها على المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل، ما أوهم البعض بأنّ المساواة والعدل قريبان». وأشار إلى أنّ ذلك كان أحد أسباب استخفاف الكثيرين بانطلاق تجربة «التجمع»، وتوقّعوا فشلها. ولفت عبد الفتاح إلى أنّ «الفكرة والتجربة تتمتعان بلمعان جوهري واسع، فالحركة الجديدة تكوّنت من أحزابٍ عدة، ومن كتل وشخصيات وطنية تشدّد على الهويّة الوطنية، إذ كانت المرّة الأولى التي يتشكّل فيها جسم مقابل التيار التقليدي السائد، مكوّن من كلّ الحركات الوطنية المتنافسة في حينه».
وعن النائب السابق في الكنيست، عزمي بشارة، قال عبد الفتاح «كانت شخصيّته أحد أسباب اللمعان، حيث استطاع بشخصه وخطابه التأثير بصورة عميقة على الحركة. وانجذب الناس للتجربة الجديدة لما حملته من تجديد وخليط بين حركة أبناء البلد، الذين قاطعوا انتخابات الكنيست ورفضوا الترشّح والتصويت، وبين عزمي بشارة الذي جاء من المدرسة الشيوعية وانتقدها فكرياً في ما بعد، وبين محمد ميعاري كقائد للحركة التقدميّة وغيرهم ممّن عرضوا نهجاً وتيّاراً جديدين».
ورداً على سؤال، ذكّر عبد الفتاح بأنّ «التجمع» مرّ بمحطات عديدة حيث لم يرق خطابه للمؤسسة الإسرائيلية التي لاحقت نشاطه منذ اليوم الأول، معيداً إلى الأذهان بأنّ تل أبيب سعت إلى ملاحقة بشارة الذي عارض يهودية الدولة، فوجد نفسه في أروقة المحاكم.
واعترف المسؤول في «التجمع» بأنّ قضية بشارة مثّلت «وضعاً صعباً، لكنها لم تمنع من مواصلة الحزب نهوضه»، مشيراً إلى أنه «رغم الملاحقة والمراهنة على مستقبله، إلا أنّ انتخابات عام 2009 أثبتت العكس، إذ زاد الحزب من قوته، وتمثل بثلاثة مقاعد في الكنيست». وانتهز عبد الفتاح المناسبة للتشديد على أنّ حزبه أقدم على خطوة غير مسبوقة تمثلت بتحصين مكان للمرأة في الثلاثية الأولى المرشحة للبرلمان. يُذكَر أنّ النائبة حنين زعبي دخلت إلى الكنيست لتحقق إنجازاً تاريخياً كأول امرأة عربية فلسطينية تدخل إلى البرلمان ضمن حزب عربي.
أما النائب عن «التجمّع»، جمال زحالقة، فقد جزم بأنّ أيّ «حزب لم يتعرّض لما تعرض له التجمع، وفي كل مرة كان الحزب يجتاز التحدي، لينهض بقوة أكبر وعزيمة أشد».