بغداد | هي المرة الخامسة خلال هذا العام، التي يزور فيها قائد القيادة الوسطى للقوات الأميركية الجنرال لويد أوستن العراق، ويلتقي رئيس الوزراء حيدر العبادي وكبار المسؤولين السياسيين والقادة العسكريين ووزير الدفاع خالد العتيبي، من دون أن تعلن الحكومة أو حتى الجيش الأميركي طبيعة تلك اللقاءات والمباحثات، مكتفية ببيانات رسمية وبروتوكولية، بشأن ضرورة دعم القوات العراقية وإدامة زخم المعركة ضد «داعش»، والتذكير بما تحققه القوات العراقية المشتركة على جبهات القتال.
وجاء اللقاء الأخير لأوستن مع العبادي والعبيدي، في وقت يجري فيه حديث عن الدور الأميركي المتصاعد في الأنبار، إضافة إلى ما يُشاع عن تجميد عمل «الحشد الشعبي» في بعض مناطق المحافظة، والمحاولات التي تبذلها السفارة الأميركية في بغداد لعقد اجتماع لشيوخ عشائر الأنبار بعنوان مقاتلة «داعش».
ولم يخل لقاء أوستن بالعبادي، مساء أول من أمس، من الحديث عن الدور الأميركي في الأنبار والانتشار الكثيف، الذي بدأ يحرج الحكومة العراقية أمام شركائها في «التحالف الوطني» وتشكيلات وفصائل «الحشد الشعبي».
وبحسب ما أفاد به مصدر مطلع «الأخبار»، فقد أبلغ أوستن العبادي ضرورة «انكفاء الحشد الشعبي والفصائل الشيعية في مناطق القتال، والمحافظة على نفوذهم والأراضي التي يمسكون بها». ويضيف المصدر أن «أوستن اقترح، كذلك، أن يكون الحشد في الخطوط الخلفية».
أما العبادي، الذي لا يريد أن يثير حفيظة واشنطن وشركائه في «التحالف الوطني»، فقد دعا للوصول إلى «حلول وسطية» في ما يتعلق بموضوع «الحشد الشعبي»، ولا سيما في الأنبار، مؤكداً أن حكومته في غنى عن فتح جبهة مع «الحشد» أو «الفصائل الشيعية»، وخصوصا إذا جرى الأخذ بعين الاعتبار قدرة تلك الفصائل والحركات على إثارة الشارع وتحريكه في أي وقت.

سيستغل العبادي زيارته واشنطن للقاء مسؤولين أميركيين على رأسهم أوباما

وذكر بيان رسمي صدر عن مكتب العبادي أن الأخير «بحث مع أوستن التطورات الميدانية في المعارك، التي تخوضها قواتنا البطلة ضد عصابات داعش الإرهابية وتدريب وتسليح القوات الأمنية والمتطوعين وتقييم سير العمليات العسكرية في جميع القواطع، إضافة إلى أهمية استمرار الدعم الدولي للعراق في حربه ضد الإرهاب»، فيما أشار أوستن إلى «استمرار دعم الولايات المتحدة، وبقوة، للعراق في حربه ضد العصابات الإرهابية»، بحسب البيان.
وكان أوستن قد بحث، قبل ذلك، مع وزير الدفاع خالد متعب العبيدي «آخر التطورات في قواطع العمليات، وخصوصاً قاطع عمليات الأنبار والموصل واستعدادات القوات المسلّحة، ولاسيما وزارة الدفاع، للمعركة الحاسمة لتطهير مركز مدينة الرمادي»، بحضور كبار الضباط في الوزارة والسفير الأميركي في بغداد، بحسب ما ذكر بيان لوزارة الدفاع نُشر على موقعها الإلكتروني.
بموازاة ذلك، علمت «الأخبار» أن العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري سيزوران الولايات المتحدة، بعد عيد الأضحى. ووفق مصدر مطلع، فإن زيارة الجعفري سوف تسبق زيارة العبادي، ذلك أنه من المقرر أن يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسيستغل العبادي زيارته إلى واشنطن للقاء عدد من المسؤولين الأميركيين، على رأسهم الرئيس باراك أوباما، للحديث عن «داعش» والأزمة المالية والدعم الأميركي لعشائر المنطفة الغربية، والعمل على عدم حدوث مواجهة مع «الحشد الشعبي»، بحسب ما يشير رئيس «مركز التفكير السياسي العراقي» إحسان الشمري.
ويضيف الشمري، في حديث لـ«الاخبار»، أن «موضوع الحشد الشعبي ومصيره في المعارك المقبلة في الأنبار وبيجي والموصل، سيكون حاضراً بقوة في المباحثات الأميركية والعراقية»، لافتاً إلى أن «واشنطن تسعى إلى تقويض دور الحشد الشعبي قدر المستطاع، مقابل تعزيز دور العشائر».
وفي السياق، كشفت النائب عن «ائتلاف دولة القانون» عواطف نعمة عن اتفاق جرى بين محافظ الأنبار صهيب الراوي، الذي يزور واشنطن وبين الجانب الأميركي، على مشاركة المدفعية الأميركية وطائرات الأباتشي في تحرير المحافظة، مشيرة الى أن «ذلك الاتفاق مشؤوم ويرمي إلى ضرب الحشد الشعبي».
ميدانياً، ردّ «الحشد الشعبي»، بشكل غير مباشر، على تلك التحركات معلناً إنهاء كافة الاستعدادات والتحضيرات لبدء المرحلة الأخيرة لمعركة تحرير مدينة الفلوجة، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ نحو عامين. وأفادت «سرايا الجهاد» (إحدى تشكيلات الحشد الشعبي) بأن «داعش»، ونتيجة الحصار المطبق الذي فرض عليه وهروب عناصره، بثّ أنباء عن انسحاب «الحشد الشعبي» أو تجميد عمله بتدخل أميركي. وأكدت «السرايا» أنها «بانتظار الساعة الصفر من قيادة العمليات لاقتحام الفلوجة وتطهيرها من الزمر الإرهابية».