برزت بوادر تصدّع داخل بعض التحالفات العراقية الفائزة في الانتخابات، من خلال الاختلاف على كيفية احتساب قوة كل من مكوناتها، هل عبر عدد مقاعدها، أم من خلال عدد الذين صوّتوا لكل منها؟
بغداد ــ زيد الزبيدي
فجّر القيادي في «الائتلاف الوطني العراقي»، رئيس الحكومة السابق إبراهيم الجعفري، السجال حول قيمة المقعد البرلماني، عندما رأى أنه «من غير المعقول» أن يكون للتيار الصدري، الذي فاز بـ39 مقعداً، ضعف أصوات «المجلس الأعلى الإسلامي» الذي فاز بـ20 مقعداً فقط، داخل الائتلاف، رغم أن عدد الذين صوّتوا لمرشحي «المجلس» يزيد بنحو 70 ألفاً على عدد الذين صوّتوا للتيار الصدري. وكشفت دراسة تحليلية لنتائج انتخابات البرلمان الجديد، أن اللافت للنظر هو أن «أعلى قيمة للمقعد الانتخابي» كانت من نصيب «ائتلاف وحدة العراق» الذي يقوده وزير الداخلية جواد البولاني، الذي لم ينل سوى 4 مقاعد. وأوضحت الدراسة، التي أعدّها الخبير العراقي الدكتور نزار أحمد، المقيم في الولايات المتحدة، عيوب قانون الانتخابات بما أنّ «قيمة المقعد الانتخابي جرى احتسابها عن طريق تقسيم الأصوات الإجمالية التي حصلت عليها كل قائمة، على عدد المقاعد التي فازت بها تلك القائمة». وأشار أحمد إلى أنّ كل مقعد حصلت عليه «وحدة العراق»، يساوي 78.705 صوتاً، بينما أقل قيمة للمقعد الانتخابي كانت من نصيب «الائتلاف الوطني العراقي»، إذ بلغت قيمة كل مقعد حصل عليه 29.512 صوتاً.
وحسب هذه الدراسة، فقد حصلت القوائم الانتخابية الفائزة على ما يأتي:
قيمة مقاعد «وحدة العراق» تبلغ مرّتين ونصف مرّة قيمة مقاعد «الائتلاف الوطني»
ــ القائمة العراقية حصلت على 2.821.823 صوتاً، وبواقع 31.338 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ قائمة «دولة القانون» حصلت على 2.797.624 صوتاً، بواقع 31.433 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ «الائتلاف الوطني» حصل على 2.095.354 صوتاً، بواقع 29.512 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ التحالف الكردستاني حصل على 1.685.489 صوتاً، بواقع 40.130 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ قائمة التغيير حصلت على 487.181 صوتاً، بواقع 60.897 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ قائمة التوافق حصلت على 302.477 صوتاً، بواقع 50.579 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ قائمة «وحدة العراق» حصلت على 314.823 صوتاً، بواقع 78,705 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ الاتحاد الإسلامي الكردستاني حصل على 247.366 صوتاً، بواقع 61.841 صوتاً للمقعد الواحد.
ــ الجماعة الإسلامية الكردستانية حصلت على 153.640 صوتاً، بمعدل 76.820 صوتاً للمقعد الواحد.
ولفتت الدراسة إلى التفاوت الكبير في قيمة المقعد الواحد، حيث يُلاحظ ـــــ مثلاً ـــــ أن قيمة مقاعد «وحدة العراق» والجماعة الإسلامية، تبلغ مرتين ونصف مرة قيمة مقاعد «الائتلاف الوطني العراقي». ويعود سبب ذلك إلى عيوب قانون الانتخابات، المتمثلة بالقاسم الانتخابي «المناهض لأبسط مبادئ الديموقراطية»، ونسبة المشاركة بين محافظة وأخرى، وعدم دقة بيانات البطاقة التموينية التي جرى اعتمادها لتحديد عدد المقاعد التي تحصل عليها كل محافظة.
ومن المفارقات التي كشفت عنها الدراسة، أنّ الأصوات الإجمالية التي حصلت عليها «وحدة العراق»، تزيد على أصوات «جبهة التوافق»، لكن عدد مقاعد «التوافق» (6 مقاعد) فاق عدد المقاعد التي حصلت عليها «وحدة العراق» (4 مقاعد). وكذلك، فإنّ الأصوات التي حصلت عليها قوائم المعارضة الكردية تزيد على نصف الأصوات التي حصل عليها «التحالف الكردستاني»، لكن عدد مقاعد المعارضة الكردية لم يكن أكثر من ربع المقاعد الكردية. كذلك الحال مع مرشحي المجلس الأعلى الإسلامي الذين حصلوا على 70 ألف صوت أكثر من الأصوات التي حصل عليها مرشحو الكتلة الصدرية، بينما حصل الصدريّون على 39 مقعداً مقارنة مع 20 مقعداً للمجلس.