خاص بالموقع - تتنامى المقاومة الشعبية على نحو لافت في قطاع غزة احتجاجاً على إقامة إسرائيل منطقة أمنية عازلة على حدود القطاع المحاصر، وذلك عبر تظاهرة سلمية أسبوعية، غالباً ما تتحول إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.وتحولت تظاهرة شارك فيها مئات المواطنين أمس إلى مواجهات مع الجيش الإسرائيلي قرب الأسلاك الشائكة في منطقة «العطاطرة» في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع حيث تجاوز فتية الأسلاك ورفعوا عليها أعلاماً فلسطينية.
ومن على بعد نحو مئتي متر أطلق جنود إسرائيليون مدعومين بستّ آليات عسكرية، النار بكثافة تجاه الفتية الذين كانوا على أنقاض مستوطنة «إيلي سيناي» اليهودية، من دون وقوع إصابات.
وحرصت الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي التي بدأت منذ الشهر الماضي، على تنظيم تظاهرة شعبية أسبوعية في غزة للاحتجاج سلمياً على إقامة إسرائيل منطقة عازلة بعرض ثلاثمئة متر على حدود القطاع.
ويسير مئات المدنيين الفلسطينيين مشياً على الأقدام نحو المناطق الحدودية مع إسرائيل، وهم يرفعون أعلاماً فلسطينية ويرددون هتافات ضد الدولة العبرية.
والحملة الشعبية عبارة عن تشكيل غير فصائلي جديد يضم شخصيات من فصائل من منظمة التحرير ومؤسسات حقوقية واجتماعية غير حكومية.
ويوضح منسق الحملة الشعبية، محمود الزق، أن فكرة التظاهرات الشعبية جاءت «من 50 شخصية وطنية وأكاديمية وحقوقية لتسليط الضوء على قضية مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وإقامة حزام أمني عازل شرق قطاع غزة وشماله»، مضيفاً: «لكننا فوجئنا بمشاركة شعبية كثيفة».
وأضاف: «نحن نحيّي النضال الشعبي الذي كان مغيباً، ولا نطرح أنفسنا بديلاً للمقاومة المسلحة».
وأشار الزق إلى تخوف لدى بعض الفصائل، التي لم يسمها، من أن «يمثّل النضال الشعبي بديلاً للمقاومة العسكرية».
ويسعى المنظمون لهذه التظاهرات الشعبية إلى تسليط الضوء محلياً ودولياً على إقامة الحزام الأمني الذي بدأته إسرائيل منذ عدة سنوات.
وفي حوادث يندر تكرارها على الحدود بين إسرائيل والقطاع، وقعت الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين عشرات الفتية والجنود الإسرائيليين قرب بوابة «نحال عوز» الإسرائيلية في منطقة الشجاعية شرق غزة، ما أدى إلى أربع إصابات.
ورشق الشبان والفتية بالحجارة الجنود الإسرائيليين الذين نزلوا على الأرض في مشهد غير مألوف قرب سيارات الجيب العسكرية التي كانت ترافقهم.
وأشعل الفتية إطارات سيارات وأغلقوا بالحجارة الشارع الرئيسي الذي يبعد مئات الأمتار عن الحدود الشرقية مع إسرائيل، في حدث أعاد إلى الاذهان لمحات من الانتفاضة الشعبية الفلسطينية.
ومنذ نحو ثلاث سنوات يمنع الجيش الإسرائيلي المزارعين من الاقتراب لأكثر من ثلاثمئة متر من الحدود الشمالية والشرقية، التي بات معظمها مكشوفاً بفعل تجريف البساتين والمزروعات والمنازل، أمام أبراج المراقبة العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على طول الحدود مع غزة، وفقاً للحملة الشعبية.
ودعت الحملة في بيان إلى مشاركة «فاعلة» في التظاهرات السلمية.
وقال صالح زيدان، وهو قيادي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين شارك في التظاهرة إن الحزام الأمني «يقضم آلاف الدونمات من أراضي المزارعين ويؤثر على الثروة الزراعية» في القطاع.
ويقول عبد الرؤوف شراب، وهو من سكان خان يونس ويحرص على المشاركة في التظاهرة إن مشاركته «واجب وطني، لأن النضال الشعبي أقوى وله نتائج إيجابية أكبر». وأوضح أن «المسيرة الأسبوعية في بلعين ونعلين فضحت إسرائيل وأجبرتها على تحويل مسار الجدار، وهنا يمكن أن نجبر إسرائيل على وقف مصادرة الأرض لمصلحة الحزام الأمني».
ويؤكد أمجد الشوا منسق شبكة المنظمات الأهلية التي تشارك أيضاً في تنظيم التظاهرات أنه استُفيد من «التجربة الفريدة ضد الجدار العازل» في الضفة الغربية.
وقال الشوا: «بدأنا نلمس ثماراً للمقاومة الشعبية ضد الحزام الأمني العازل». وأضاف: «بدأ العالم يعرف بمصادرة 20 في المئة من الأراضي الزراعية في قطاع غزة». وأوضح أن «القضية ليست ذات بعد سياسي فقط، بل أيضاً ذات بعد اقتصادي وإنساني».
وشدد على أن «المقاومة الشعبية شكل نضالي يجلب تأييداً دولياً وعالمياً، ونحن نطرح قضايا عادلة ولا نشطب وسائل المقاومة الأخرى، بما فيها العسكرية التي شرعت دولياً».
ويقر المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، بأن المقاومة الشعبية «أداة من أدوات المقاومة وتعطي دعماً للمقاومة العسكرية حيث تفضح جرائم العدو»، ويضيف: «ما دام هناك احتلال، فالمقاومة بأشكالها الجماهيرية والمسلحة مشروعة وكفلتها المواثيق الدولية». ويؤكد برهوم أن حركته «رائدة في العمل الجماهيري أيضاً».
(أ ف ب)