خاص بالموقع - أعلنت الشرطة الإسرائيلية، اليوم، أنها اكتشفت شبكة للمتاجرة بالأعضاء البشرية، وقد اعتُقل 6 مشتبه فيهم، بينهم ضابط برتبة عقيد في الاحتياط في الجيش يدعى مائير زامير ومحامين.وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن التحقيق أجرته وحدة التحقيقات في قضايا الاحتيال في منطقة شمال إسرائيل، في أعقاب شكوى تقدمت بها امرأة من مدينة الناصرة في الجليل، وكانت تعاني من ضائقة مالية.
وأبلغت المرأة المحققين أنها استجابت لإعلان نُشر في صحيفة عربية محلية تصدر في الناصرة، وجاء فيه: «مطلوب كلية مقابل الحصول على مبلغ 100 ألف دولار». وأضافت المرأة أنه بعد اتصالها بناشري الإعلان، وُجّهت إلى إجراء فحوص طبية في إحدى الدول في أوروبا الشرقية، حيث استُؤصلت كليتها. وتابعت أنه بعد عودتها إلى البلاد لم تحصل على المال مثلما تعهّدوا لها.
وقالت الشرطة إنها تلقّت عدة شكاوى مشابهة لشكوى المرأة، وبعد إجراء تحقيق سرّي كُشف عن شبكة منظمة تضم تجار أعضاء بشرية ووسطاء ومحامين. وأضافت الشرطة أن «الشبكة تنشط في جميع أنحاء إسرائيل، لا في منطقة الشمال فقط، وتتوجه إلى الجمهور بواسطة الصحف المحلية ومواقع الإنترنت».
وأشار المحققون إلى أن المبالغ المالية التي تُجبى مقابل زرع أعضاء تختلف من حالة إلى أخرى، غير أنها لا تقل عن 120 ألف دولار مقابل زرع كلية، فيما يُستغلّ المتبرعون، الذين يعانون في الغالب من ضائقة اقتصادية، ولا يُدفع لهم أكثر من 10 آلاف دولار، وأحياناً تكون المبالغ أقل من ذلك، أو حتى عدم دفع أي مقابل لقاء تبرّعهم بأعضاء.
كذلك أظهر التحقيق أن المتبرّعين يوقّعون على عقد، وفي موازاة ذلك يوقّعون أيضاً على تصريحات كاذبة عن وجود علاقة قربى بين المتبرّع والذي يُزرع له العضو البشري، إذ إن علاقة القربى، هي بند إلزامي في الدول التي تجري عمليات الزرع فيها.
وبعد توقيع الوثائق، يُصنّف المتبرّعون وفقاً لملاءمتهم الطبية، مثل نوع الدم، وينقلون إلى دول في أوروبا الشرقية أو الفيليبين أو الإكوادور، حيث يخضعون لعملية جراحية لاستئصال كليتهم، ومن ثم يعودون إلى إسرائيل بعد فترة قصيرة من دون أية وثائق طبية، وبعضهم يعاني من تعقيدات طبية ناجمة عن العملية الجراحية.
واتضح خلال التحقيق وجود عدد من المرشحين للزرع يتوجهون لإجراء عمليات جراحية خارج إسرائيل، وقد عثرت الشرطة على عدد من المتبرّعين في مطار بن غوريون وسط إسرائيل، وأوضحت لهم أنهم وقعوا ضحية عملية احتيال.
وقالت الشرطة إن هناك في هذه الأثناء عدداً من المرشحين لزراعة كلى في دول أجنبية، ويتوقع أن يعودوا إلى إسرائيل بعد أن يتضح لهم أن أعضاء الشبكة قد اعتُقلوا.

(يو بي آي)