سيناء | بدأت قوات الجيش المصري، في ساعة مبكرة من صباح أمس، ضخ كميات من مياه البحر المتوسط عبر الأنابيب إلى الشريط الحدودي بين مدينة رفح المصرية مع قطاع غزة، حيث أقيمت المنطقة العازلة للعمل على تدمير ومنع الأنفاق التي تستخدم للتهريب بين سيناء وغزة.
مصدر أمني، رفض ذكر اسمه، قال إن قوات حرس الحدود بالتعاون مع سلاح المهندسين بدأت ضخ كميات كبيرة من مياه البحر على طول قرابة 14 كلم لإغراق التربة بالمياه وتدمير الأنفاق الأرضية. وأكد المصدر أن عملية ضخ المياه حققت نجاحاً كبيراً، ورصدت عشرات من الأنفاق وهي تنهار بعدما تسربت إليها مياه البحر، وهو ما يؤكد أن «كل الأنفاق ستنهار خلال مدة وجيزة مع استمرار ضخ المياه يومياً».
ميدانياً، تتواصل عملية «حق الشهيد» التي يقودها الجيش المصري لليوم الثاني عشر على التوالي، في مناطق شرق العريش وجنوب الشيخ زويد ورفح، وسط سقوط عشرات الضحايا من سكان المناطق التي تتعرض للحملة إثر سقوط قذائف على منازلهم، فضلاً عن قتلى المسلحين.
ووفق مصادر قبلية وشهود عيان، فإن قوات الجيش دهمت أمس قرية المهدية، جنوب شرق رفح، وحرقت عششاً (بيوت صغيرة من القش) للفقراء في منطقة أبو حلو، كذلك نسفت عدداً من منازل الأهالي في المهدية ونجع شيبانة وحي الماسورة. وأضاف شهود عيان أن طائرة من طراز «إف 16» قصفت منزلاً للمواطن يوسف زريعي، الذي اعتقل نجله عمار في معسكر الزهور في الشيخ زويد نهاية العام الماضي، وتبين أنه قتل لاحقاً.
والجديد أن مدينة العريش، عاصمة شمال سيناء، عادت إلى دائرة الصراع بعد تجدد عمليات المسلحين ضد «حق الشهيد»، بعمليتين نفذهما عناصر «جماعة أنصار بيت المقدس»، التي تسمي نفسها «ولاية سيناء»، وأودت بحياة ضابطين أحدهما برتبة لواء وثلاثة جنود وإصابة آخرين، خلال أسبوع واحد، وفق إفادة المتحدث العسكري للجيش.
وقد صدر بيان، ليلة أمس، لـ«ولاية سيناء» يؤكد استهداف مسلحيها حاجزاً أمنياً داخل العريش (حاجز مسجد النصر) وتمكنها من قتل مساعد مدير قطاع «الأمن المركزي» في المدينة، اللواء خالد عثمان، وإصابة عدد من الجنود. وتبنى البيان مقتل ضابط وجندي في هجوم مسلح على كمين داخل العريش وتفجير مدرعة في حيّ المساعيد الغربي.
ومن الملاحظ أن الإصدار المرئي الأخير للولاية الذي حمل اسم «صد الموحدين لحملة المرتدين»، وظهرت فيه بعض العمليات التي استولى خلالها المسلحون على عربات مدرعة من الجيش، قد أظهرت بوضوح تأثر المستوى القتالي وتراجع قوة المسلحين، فضلاً عن ضعف مستوى التصوير الذي شهد في إصدارات سابقة جودة عالية وإخراجاً أدق.
في الشأن المحلي، يستمر انقطاع المياه والكهرباء عن مناطق الحدود، خاصة مدينتي الشيخ زويد ورفح، لليوم الثامن على التوالي، وسط معاناة المواطنين الشديدة في ظل تقصير المسؤولين برغم التحذير من وقوع كارثة إنسانية وبيئية جراء ذلك. أكثر من ذلك، فإن هذا الأمر يفتح المجال للمسلحين، الذي أكد الأهالي في جنوب رفح أن مجموعة منهم وزعوا أمس «غالونات مياه» على المواطنين، بجانب توزيع مواد غذائية وتموينية وكمية من الطحين على الباقين من الأهالي تحت القصف المستمر من قوات الجيش.