أعرب السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مايكل أورن، عن «الثقة» في «توافر الشروط حالياً للمضي قدماً» في عملية السلام في الشرق الأوسط، في وقتٍ حذر فيه تقرير إسرائيلي من نشوء أزمة جديدة و«عميقة جداً» بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة. وقال أورن، في مقابلة مع تلفزيون «سي أن أن» أول من أمس: «أنا شخصياً واثق من أن الظروف متوافرة حالياً للمضي قدماً نحو السلام، وعلى الأرجح أكثر مما كانت عليه على الإطلاق في التاريخ الحديث».
وأوضح السفير الإسرائيلي «لدينا عالم عربي يرى معظم قادته أن الخطر الأكبر ينبع من إيران، لا من دولة إسرائيل. ولدينا قادة فلسطينيون منخرطون في عملية السلام».
وأضاف: «لدينا حكومة إسرائيلية ذات جذور قوية وتمثيل واسع ومستقر، قادرة على اتخاذ قرارات صعبة. ولدينا الرئيس (الأميركي باراك) أوباما، وهو ملتزم شخصياً بعملية السلام».
وعلق أرون على التوتر الذي شهدته العلاقات الأميركية الإسرائيلية على خلفية بناء وحدات سكنية جديدة في القدس المحتلة، بالقول إن «الجدول الزمني لإعلان المشاريع كان ينبغي أن يخضع لمراقبة مكتب رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو)» .
وحاول الدفاع عن موقف نتنياهو، مشيراً إلى أن «المسألة ليست سهلة. فرئيس الوزراء الإسرائيلي ليس رئيس بلدية القدس، بل عليه قيادة بلد بحاله. وهو لا يعلم ما سيُبنى في كل شارع في القدس».
في المقابل، أكد أرون أن السياسة الإسرائيلية في مجال البناء الاستيطاني «لن تتغير». وأوضح أن «إسرائيل تتبع سياسة تعود إلى 1967. وهذه ليست سياسة نتنياهو».
وعلى وقع التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، حذرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني أول من أمس، من أن غضباً عارماً يسود أوساط اليهود الأميركيين على خلفية المبادرة التي يدفع بها رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، لسنّ قانون «اتحاد الزوجية» مقابل الموافقة على مطلب رئيس حزب «شاس» ووزير الداخلية، إلياهو يشاي، بمنح الأرثوذكس الصلاحية الحصرية للتصديق على التهوّد (أي اعتناق اليهودية).
ووفقاً للصحيفة، فإن اليهود الأميركيين رأوا أن هذه الاتفاقيات «تجعلهم يشعرون بأن حكومة إسرائيل لا تأخذهم بالحسبان بتاتاً»، وخصوصاً أن الغالبية الساحقة منهم تنتمي إلى التيار الإصلاحي أو التيار المحافظ، على عكس يهود إسرائيل الذين يمثّل الأرثوذكس نسبة تتراوح بين 85 و90 في المئة منهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن أزمة مع يهود أميركا ستكون أخطر من الأزمة مع أوباما، لأنهم يمثّلون اللوبي اليهودي الذي يعمل لمصلحة إسرائيل في البلاد عموماً وفي البيت الأبيض والكونغرس خصوصاً. ونقلت الصحيفة تهديد الحاخام جولي شونفلد، الذي يُعَدّ واحداً من أهم زعامات اليهود في الولايات المتحدة، بأن «التصديق على القانون سيمس بأمن إسرائيل، لا أكثر ولا أقل». كذلك نقلت تحذير رئيس كُنس اليهود المحافظين في الولايات المتحدة، الحاخام ستيف فورنيك، من أنه «إذا كانت إسرائيل تريد أن تكون دولة اليهود، فإن عليها أن تبدأ بأن تكون دولة جميع اليهود».
إلى ذلك، طالب عضو الكونغرس الأميركي، كيث أليسون، بإنهاء حصار غزة، مشيراً إلى أن سياسة الحصار والإغلاق تلقى معارضة دولية واسعة.
وقال أليسون، عقب اجتماعه مع عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين في معبر المنطار في ختام زيارته التفقدية لغزة للاطلاع على الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر، إن الوضع «سيئ جداً جراء تعثر جهود إعادة الإعمار وعدم إدخال مواد البناء اللازمة».
(أ ف ب، يو بي آي)