ظهر أنّ شيئاً ما كان يجري الإعداد له في العراق. جديد محلّي، ترجمه إلغاء التيار الصدري رفضه المبدئي والعنيد لتولي نوري المالكي رئاسة حكومة جديدة، وآخر إقليمي، عن طريق تصعيد سعودي لافت ضدّ المالكي
بغداد ــ الأخبار
دعا التيار الصدري، أول من أمس، رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي إلى تقديم «تطمينات» قادرة على إزالة تحفّظات التيار على إبقائه على رأس الحكومة.
وبعدما كان التيار الصدري يعارض بشدة التجديد للمالكي، دعاه، ممثلاً بالمتحدث باسم مقتدى الصدر، الشيخ صلاح العبيدي، إلى تقديم «ضمانات وتطمينات» لدعم بقائه في منصبه.
وقال العبيدي «لدينا جملة من التحفّظات على المالكي أعلنّاها سابقاً ونعلنها الآن، لكن إذا أعطانا المالكي الضمانات الكفيلة بإزالة هذه التحفّظات، فعندها لا مانع لدينا من ترشيحه لولاية ثانية».
وتابع العبيدي إنّ التيار الصدري «لا يعارض تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة لولاية ثانية، ولكن لدينا تحفّظات على توليه هذه المسؤولية، وخصوصاً أنه لم ينجح حتى اللحظة بإعطائنا تطمينات كافية ضد هذه التحفظات، ومن بينها استمرار الاعتقالات ضد الصدريين».
موقف مستجد ضرب بعُرض الحائط كل الكلام «الكبير» الذي صدر عن الصدريين ضد المالكي، وهي مواقف كانت، حتى اللحظة، العائق الرئيسي أمام تأليف حكومة جديدة برئاسته.
ورداً على تصريحات العبيدي، قال مستشار المالكي، علي الموسوي، «نرحّب بموقف التيار الصدري، ونرى أنه ينسجم مع تطلّعات الكثير من العراقيين، وخصوصاً مع ناخبي ائتلاف دولة القانون». وأشار إلى أن «الطريق باتت الآن ممهدة للاتفاق مع الكتل الأخرى للتوصل إلى صيغة حكومية مقبولة».
وعن «التحفظات والضمانات» التي يطلبها التيار الصدري لتأييد المالكي، كشف الموسوي أنه «جرى تأليف لجان لحسم أمور المعتقلين الصدريين، وتسريع إطلاق سراحهم»، لافتاً إلى أنّ الحكومة «غير مرتاحة للبطء في الإجراءات القانونية ضدهم، لذلك أُلّفت اللجان لحسم هذا الأمر، على ألّا يتأخر أيّ سجين في المعتقل وهو غير مذنب».
على صعيد آخر، جدّد الفائز الأول في انتخابات السابع من آذار، إياد علاوي، تخوّفه من أنّ «كل شيء يشير إلى أننا نتجه نحو تصعيد لأعمال العنف». وأضاف، في تصريح لصحيفة «إلموندو» الإسبانية، «لا نزال في البداية، إلّا أن العنف يتواصل، ونحن نتجه إلى الحرب الأهلية». وأوضح أنه «لا بد من تأليف حكومة في أسرع وقت ممكن، لأنه من غير المسموح به استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه».
تركي الفيصل: المالكي يسعى إلى الاستحواذ على نتيجة الانتخابات
أما في الرياض، فقد اتهم الأمير تركي الفيصل، وهو الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، المالكي بمحاولة «الاستحواذ» على نتائج الانتخابات. وقال الفيصل، أمام دبلوماسيين وصحافيين ورجال أعمال، «فضلاً عن الفوضى الكبيرة في العراق، نحن نشهد سعياً متعمّداً من جانب رئيس الوزراء المنتهية ولايته، السيد المالكي، للاستحواذ على نتيجة الانتخابات، وإنكار حق شعبه في حكومة منتخبة شرعيّاً». وأضاف تركي الفيصل، السفير الأسبق للسعودية لدى واشنطن ولندن، إنّ «نتيجة هذا هو سفك المزيد من الدماء واحتمال نشوب حرب أهلية».
إلّا أنّ رد المالكي جاء هادئاً، إذ اعترف بأنّ الحكومتين السورية والسعودية «تحاربان تنظيم القاعدة، ولا تعملان على دعمه»، متّهماً، في المقابل، منظمات «تكفيرية» في هذين البلدين بدعم التنظيم وتسهيل مهمته في العراق. وقال المالكي، في لقاء مع فضائية «السومرية»، إنّ «سوريا كدولة علمانية لا يمكن أن تلتقي مع تنظيم القاعدة، والحكومة السعودية حالها حال سوريا، من حيث استهدافها من جانب القاعدة فيها، فهي لا تدعمه».
في هذه الأثناء، أعلن عضو مجلس مفوضية الانتخابات، سعد الراوي، أنّ النتائج الرسمية لإعادة العد والفرز في بغداد، أدّت إلى استبدال 3 مرشحين فائزين بآخرين من الكتل نفسها. واستُبدلت عضو القائمة «العراقية» ميسون الدملوجي بفائزة كاظم محمد، ومرشح القائمة العراقية إبراهيم المطلك بعبد الكريم علي عبطان. ومن «دولة القانون»، استُبدل جابر حبيب جابر بعدنان جابر صخي.