«هآرتس»: الإدارة الأميركية لن تقدّم خطة سلام قبل الانتقال للمحادثات المباشرةعلي حيدر
مع إطلاق محادثات التقارب غير المباشرة، حرص الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني، على إظهار التباعد بينهما كلٌّ لاعتباراته الداخلية. ففي الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون فلسطينيون تلقيَ ضمانات بشأن المستوطنات وأنّ المفاوضات تجري على أساس قرارات مجلس الأمن، 242، 338، وخريطة الطريق ومبادرة السلام العربية، أكدت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لم تقدم في أي حال أي ضمانات، ودعت إلى انتظار ما سيقوله الأميركيون. ونفى مسؤول إسرائيلي ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية من أن إسرائيل تعهّدت بتجميد مشروع كبير لبناء وحدات سكنية يهودية في مستوطنة رمات شلومو في القدس الشرقية، لمدة عامين. وعلى الفور، رأت السلطة الفلسطينية ممثَّلة بالمستشار السياسي لعباس، نمر حمّاد، أنّ هذا النفي هو محاولة «لتحدّي أو إحراج الإدارة الأميركية».
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، عقب اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل في رام الله أمس، إنه يستطيع أن يعلن رسمياً أن المحادثات غير المباشرة بدأت.
وأضاف أن قضيتي الحدود الخاصة بدولة فلسطينية في المستقبل والأمن تمثلان القضيتين اللتين سيركز عليها الفلسطينيون في المفاوضات.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات المباشرة، قال عريقات: «عندما يعلن نتنياهو وقفه للاستيطان بما يشمل النمو الطبيعي وبما يشمل القدس واستئناف المحادثات من النقطة التي توقفت عندها في كانون الأول 2008، سيصار إلى المحادثات المباشرة».
في موازاة ذلك، أكد نتنياهو، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، ضرورة الانتقال «بأسرع وقت ممكن» إلى مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، مشيراً إلى استحالة التوصل إلى تسوية بواسطة «جهاز تحكّم».
وفي وقت لاحق، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل والفلسطينيين من مغبة أي عمل قد «يقوض الثقة» في الشرق الأوسط. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في بيان «كما يعرف الطرفان، إذا ما اتخذ هذا الطرف أو ذاك خلال هذه المحادثات إجراءات قد تقوض الثقة، برأينا، على نحو خطير، فإننا سنرد بتحميله المسؤولية بهدف التصرف بما يؤدي إلى استمرار المفاوضات».
وأعلن كراولي أن الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة التي أجراها في المنطقة المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل كانت «جدية وموسّعة». وأضاف: «إن الطرفين يقدمان بعض المبادرات التي تسهم في إيجاد مناخ جيد لمحادثات ناجحة»، مشيراً إلى أن واشنطن تحرص على «تهنئة» كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأضاف أن جورج ميتشل سيعود إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل لمحاولة تعزيز محادثات السلام غير المباشرة، ودعا الجانبين إلى المضي قدماً في جهود السلام.
في المقابل، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إنهم أوضحوا خلال محادثات أجروها مع نظرائهم في السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة تعتقد أن عليهم الانتقال في أسرع وقت ممكن إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الرسالة المركزية الأميركية للرئيس محمود عباس إن الإدارة لن تقدم اقتراحات لجسر خطة السلام قبل الانتقال إلى محادثات مباشرة وإجراء نقاش نوعي بين الطرفين في القضايا الأساسية.

كندا تقدّم مقترحاً لحل الخلاف بشأن مستقبل مدينة القدس القديمة
بدوره، تشكَّك وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بقدرة الحكومة الإسرائيلية في ظل تركيبتها الحالية على طرح خطة سياسية بعيدة المدى، ودعا إلى تغيير واقع الحكومة عبر إدخال حزب «كديما» المعارض إليها. وحذر باراك من تداعيات عدم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى أن تواجه إسرائيل عزلة دولية، وبالتالي «ينتظرها مستقبل مثل مستقبل بلفاست أو البوسنة أو الانتقال تدريجاً من نموذج الدولتين إلى دولة واحدة للشعبين وتشبيهها بجنوب أفريقيا». أما رئيسة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، فرحّبت بانطلاقة المفاوضات غير المباشرة. ورأت أن الجمود سيئ بالنسبة إلى إسرائيل. وأضافت: لقد بحثنا مع الطرف الفلسطيني، خلال المفاوضات السابقة، جميع المواضيع واهتممنا بالترتيبات الأمنية «وكنا سنصنع اتفاقاً يمنح إسرائيل دولة مع حدود معترف بها وتضم الكتل الاستيطانية، وإلى جانبها دولة منزوعة السلاح فيها ترتيبات أمنية، وهو أمر وافق الفلسطينيون عليه».
إلى ذلك، ذكرت خدمة «كانويست نيوز» أمس أن كندا كشفت رسمياً خلال مؤتمر عقد في واشنطن هذا الأسبوع عن اقتراح لحل الخلاف بشأن مستقبل مدينة القدس القديمة من خلال إنشاء «نظام خاص» يتولى الإشراف على منطقة تقدر مساحتها بنحو 900 متر مربع، تُحَدَّد بعد تبني حل الدولتين، وتتولى إدراتها هيئة مشتركة من مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين برئاسة مفوض تعينه الدولتان ويكون «طرفاً ثالثاً فعّالاً وقوياً».