خاص بالموقع - أغلق «البنك العربي» فرعين تابعين له في قطاع غزة، اليوم، ما أثار تدافعاً للمودعين وأصيب بعضهم بالإغماء. وعمّت حالة من الفزع بعدما ترددت أنباء عن أن البنك أغلق فرعين من فروعه الثلاثة، لخفض خسائره في القطاع المحاصر. وسرعان ما امتلأ الشارع المؤدي إلى الفرع الوحيد الباقي للبنك في مدينة غزة بالناس من مختلف أرجاء القطاع، وطالبوا باسترداد ودائعهم. ووجد موظفو الفرع، وعددهم ثلاثة فقط، أنفسهم بلا حول ولا قوة أمام تدفق المودعين.
ودوت صفارات سيارات الإسعاف، التي شقت طريقها وسط المرور المزدحم، لاسعاف من أصيبوا بالاغماء وسط التدافع.
وقال البنك العربي، ومقره الأردن، في بيان يوم الأربعاء الماضي، أنه «في ضوء ظروف العمل الصعبة التي يواجهها البنك في قطاع غزة، وبعد خطوة سابقة بتخفيض عدد موظفيه في فروع القطاع، قرر أيضاً إغلاق فرعين من فروعه الثلاثة هناك». وقال مدير البنك في الأراضي الفلسطينية، مازن أبو حمدان، «نأسف لهذه القرارات ولكن البيئة المحيطة لا تمكننا من تقديم الخدمات بالصورة اللائقة»، مضيفاً أن «البنك يأسف لأي نتائج سلبية قد تصيب المجتمع المحلي أو قطاع الأعمال في غزة لهذا القرار». وتابع أن «البنك سيعوض الموظفين الذين تم تسريحهم».
وكانت سلطة النقد الفلسطينية فرضت غرامة على البنك بحدها الأقصى، البالغ 300 ألف دينار (424 ألف دولار)، لإغلاقه فرعين في غزة من دون الحصول على موافقة.
وفي السياق، قال مصرفيون فلسطينيون إن البنوك في غزة «تخشى أن تخطط حماس لزيادة الضرائب عليها». وتابع أحدهم «البنوك لا يمكنها العمل في مناخ مثل ذلك السائد في غزة. أصبح العمل ينطوي على مخاطر هناك». فيما ورأى المحلل الاقتصادي، عمر شعبان، أن خطوة البنك العربي «مقلقة على الصعيد السياسي»، مستدركاً أن البنك «لا يأخذ خطوة كهذه من دون أن يملك تقديرات غير ايجابية للمستقبل». واعتبر أن هذه الخطوة تحدث ارباكا «يؤثر على ثقة الزبائن الذين قد ينقلون حساباتهم من البنك».
في هذا الوقت، بدت جيهان السرساوي، العاملة في السلطة الفلسطينية، حزينة، قائلة إنها تحاول منذ الأمس صرف راتبها الشهري ووديعة بقيمة 2500 دولار، لكنها لم تحصل على المال. «رفضوا إعطائي الألفين وخمسمائة دولار، وقالوا إنهم لا يمكنهم صرف راتبي اليوم». وأضافت «يجب أن يدرك البنك العربي أن هذا ليس اسطبلاً للخيل يغلقونه من دون إنذار. لديهم فقط ثلاثة موظفين للتعامل مع كل هؤلاء الناس. يجب أن يتعاملوا معنا باعتبارنا بشر وعملاء لهم منذ سنوات».
(أ ف ب، رويترز)