انتقدت سوريا القرار الأميركي بتمديد العقوبات المفروضة عليها منذ عام 2004، معتبرةً أنه كان الحريّ بواشنطن توسيع الحوار بدل اللجوء إلى هذا الخيار المخيّب للآمال.وعبّر نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة فقدت الصدقية، متّهماً إياها بعدم وفائها بالوعود التي قطعتها لدمشق.
ولفت المقداد إلى تراجع وتيرة التفاعل الأوروبي مع الاتهامات الأميركية. وقال «عندما كانت إدارة (جورج) بوش تقول إنّ سوريا لها نيات عدوانية ويجب عزلها، كان هناك الكثير من الدول الأوروبية يتجاوب معها، إلّا أننا نلاحظ اليوم أن مثل هذا التجاوب ليس موجوداً إلّا في بعض الإدارات المتعصّبة».
وقلّل المقداد من تبعات تمديد العقوبات، قائلاً «أنا لا أزرع التفاؤل الحذر بل التفاؤل الحقيقي، لأن ما يُسمع في العلن من جانب الأميركيين مبالغ فيه، وأن ما يجمع بيننا في الغرف المغلقة شيء مغاير تماماً لما يُسمع في أجهزة الإعلام». وحملت الصحف السورية الصادرة أمس بدورها على الولايات المتحدة. وتحت عنوان «رسالة خاطئة»، رأت صحيفة «البعث»، الناطقة بلسان الحزب الحاكم، أنه «بإعلانها تمديد العقوبات على سوريا عاماً آخر، تتوج الإدارة الأميركية أسابيع من التصعيد، وتبنّي السياسات الإسرائيلية العدوانية تحت عناوين شتى، وآخرها نقل صواريخ سكود إلى حزب الله».
وأضافت «كان حريّاً بالإدارة الديموقراطية توسيع مظلّة الحوار مع سوريا، صاحبة الدور الذي لا يمكن القفز عليه باعتراف الأميركيين أنفسهم».
من جهتها، رأت صحيفة «الثورة» أن القرار الأميركي المخيّب للآمال يمثّل «رسالة إلى كل دول المنطقة دون استثناء، لأن أميركا ومعها الدول الدائرة في فلكها تدفع المنطقة إلى استمرار العداء والحروب فيها، وهي تعوّل على فرض سلام على من تستضعف شأنهم، ليكون السلام المنبوذ الذي لا يستطيع حماية أسسه». وربطت بين الضغط الأميركي على سوريا و«شبح فشل مهزلة» المفاوضات غير المباشرة.‏
إلى ذلك، يقوم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بزيارة رسمية إلى سوريا الأسبوع المقبل تستغرق يومين، ضمن جولة تقوده إلى تركيا أيضاً، للتباحث في تطوّرات الأوضاع في المنطقة والعالم.
(يو بي آي، أ ب، أ ف ب)