بغداد | علمت «الأخبار» بوجود ترتيب أميركي بين قيادات «سنية» وزعماء عشائر وأطراف في الحكومة تقضي بتحرير الأنبار خلال الأشهر القليلة المتبقية من العام الحالي، في الوقت الذي نفت فيه قيادة العمليات المشتركة العراقية تجميد عمل الجيش وقوات «الحشد الشعبي» من قبل القوات الأميركية في محافظة الأنبار التي تشهد صراعاً بين «داعش» والجيش منذ نحو عامين.
وجددت قيادة العمليات المشتركة التأكيد على عدم وجود قوات أميركية مقاتلة في العراق بشكل عام والأنبار بشكل خاص. وقالت القيادة في بيان إن «جميع المعارك في العراق تقاد من قبل القيادة العامة العراقية ولا وجود لقوات أميركية مقاتلة في العراق».
مصدر في هيئة الرأي في «الحشد الشعبي» تحدث إلى «الأخبار» عن وجود اجتماعات مكثفة جرت خلال الأيام القليلة الماضية بين زعماء عشائر وقيادات «سنية»، فضلاً عن أطراف حكومية، توّجت أخيراً بمؤتمر الدوحة الذي لاقى اعتراضات واسعة ونفت الحكومة العراقية علمها به.
وبيّن المصدر أن «الاتفاق قضى بأن تقوم الولايات المتحدة بتدريب نحو 2000 مقاتل من العشائر، وقد بدأوا بالفعل تدريبهم ليتولوا مع الشرطة المحلية وبعض الفرق في الجيش العراقي مهمة تحرير الأنبار بمساندة ومشاركة أميركية محدودة»، موضحاً أنه «جرى الاتفاق أيضاً على تحجيم دور الحشد الشعبي وتركيز وجوده في الخالدية والحبانية».
وبحسب المصدر، فإن واشنطن وعدت بتحرير كامل الأنبار قبل انتهاء العام الحالي وضمان عودة جميع النازحين إلى المناطق، والمساعدة في إعادة إعمار المناطق والبنى التحتية، كاشفاً عن أن الموقف الحكومي كان بالموافقة على السيناريو ولكن على مضض، مشترطاً أن يتم التوصل إلى اتفاق هادئ مع قيادات «الحشد» والفصائل المنضوية في إطاره.

مقتل مسؤول مخازن
أسلحة «داعش» وثلاثة من مرافقيه شرقي الفلوجة

السفارة الأميركية حاولت التنصل من ذلك، عبر التأكيد على دعمها لقوات «الحشد الشعبي» والجيش العراقي. وقال المتحدث باسم السفارة، سكوت بولز، في تصريح صحافي، مساء أمس، إن «السفارة تود التوضيح، أن التقارير التي تناولتها وسائل الإعلام مؤخراً بأن المستشارين العسكريين الأميركيين قد قاموا بتجميد أنشطة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، أو قد يلعبون دوراً في تجميد أنشطتهم، غير دقيقة تماماً».
وأكد بولز أن «التحالف الدولي يواصل جهوده لدعم قوات الأمن العراقية في الأنبار وذلك من خلال الضربات الجوية التي يقوم بها، ومن خلال تجهيز وتدريب القوات وتقديم المشورة والمساعدة الداعمة للحملة العسكرية ضد داعش في الرمادي».
الخبير الأمني، أحمد الشريفي، رجّح وجود سيناريوات كهذه تسعى الإدارة الأميركية لتنفيذها. ورأى الشريفي في حديث إلى «الأخبار» أن هناك تسوية إقليمية ستعجل في حسم المعارك ضد «داعش» في الأنبار خلال الأشهر المقبلة، متوقعاً أن تنتقل المعارك في المنطقة الغربية (الأنبار) من الكر والفر، كما كان سائداً خلال الفترة الماضية، إلى معارك حسم، «خصوصاً أن داعش أصبح حالياً في مناطق القتل»، مشيراً إلى أن تلك التسوية جاءت نتيجة لاعتقاد الدول الغربية بأن «داعش» أصبح يشكل خطراً ليس على العراق فحسب.
ميدانياً، قتل العشرات من عناصر «داعش» خلال عمليات أمنية وقصف جوي ومدفعي في الأنبار. مصادر أمنية كشفت لـ«الأخبار» أن القوات المشتركة تمكنت من اعتقال القيادي البارز في «داعش»، المدعو عيد خليفة الحلبوسي، في عملية أمنية شنّت على المناطق القريبة من منطقة النصر والسلام شرقي مدينة الفلوجة.
كذلك قتل مسؤول مخازن أسلحة التنظيم، المدعو أبو جومانة المهاجر، وثلاثة من مرافقيه شرقي الفلوجة، في حين قتل وأصيب العشرات من عناصر «داعش» بينهم قيادات بارزة ومن جنسيات مختلفة في قصف جوي لطائرات الجيش العراقي في مناطق السبعة كيلو وهيت والبغدادي وحديثة غربي مدينة الرمادي.
وفي سياق منفصل، أعلن وزير الدفاع، خالد متعب العبيدي، حضوره جلسة الاستجواب في البرلمان بعد عطلة عيد الأضحى المبارك مباشرة، مبدياً استعداده التام للإدلاء بالمعلومات اللازمة احتراماً لإرادة مجلس النواب وتعزيزاً لدوره الرقابي على المؤسسات التنفيذية.