تتوقع أوساط إسرائيلية أن يُشعل الإقرار الضمني لدى القيادة السياسية بعدم التمديد لرئيس الموساد، مئير داغان، عاما تاسعاً «حربَ وراثة» بين المرشحين المحتملين لخلافته
مهدي السيّد
بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتداول أسماء المرشحين المحتملين لخلافة رئيس الموساد مئير داغان (الصورة)، وسط توقعات بأن يتريث من بيدهم قرار بتّ التعيين إلى حين تبلور القرار بشأن خلافة رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي. ورجّح معلقون إسرائيليون أن يعمد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى اختيار خليفة لداغان فقط بعد أن يحزم وزير الدفاع، إيهود باراك، أمره بخصوص هوية الجنرال الذي سيخلف أشكنازي، نظراً إلى إمكان أن يُمنح منصب رئيس الموساد جائزة ترضية لواحد من المرشحين الخائبين لمنصب رئاسة أركان الجيش.
وكانت صافرة انطلاق المنافسة على رئاسة «الموساد» قد أُطلقت نهاية الأسبوع الماضي، حين ذكرت القناة الثانية أن نتنياهو ردّ طلباً لداغان بتمديد ولايته عاماً إضافياً. وبرغم نفي مكتب رئيس الوزراء صحة الخبر، فإن المؤكد أن ثمة قناعة سائدة في أوساط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الفترة الفاصلة عن تشرين الأول المقبل، موعد انتهاء ولاية داغان الممدة، ستكون الأشهر الأخيرة له على رأس منظمة الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية.
ورغم عدم التصريح بذلك، فإن الفشل المدوّي في عملية اغتيال القيادي في حركة «حماس»، محمود المبحوح، والتداعيات المعنوية والدبلوماسية التي خلّفها على صعيد مكانة إسرائيل الدولية وسمعتها الاستخبارية وعلاقاتها الدبلوماسية، كان له الدور الرئيس في وضع حد لولاية داغان.

غالنت وديسكين ويدلين وهداس أبرز المرشّحين لرئاسة «الموساد»
وعموماً، يمكن القول إن بورصة المرشحين لخلافة داغان تنقسم إلى قسمين، الأول يضم المرشحين من داخل الموساد، فيما يضم الثاني مرشحين من خارجه. ومن بين أبرز مرشحي القسم الأول اثنان من رؤساء الشعب الرئيسية داخل المنظمة، هما رئيس شعبة «تيفيل» المسؤولة عن العلاقات الاستخبارية والدبلوماسية، ورئيس شعبة «تسوميت» المسؤولة عن إدارة ضباط جمع المعلومات في شبكة عملاء الموساد في أرجاء العالم. ويضاف إلى هذين المرشحين، النائب السابق لداغان، الملقب بحرف «تاء» الذي كان قد تقدم باستقالته العام الماضي في أعقاب قرار التمديد الأخير. ويستبعد معلقون إسرائيليون أن يكسر رئيس الحكومة الحالي التقليد الذي سنّه أسلافه في العقدين الأخيرين تقريباً، وهو اختيار رئيس للموساد من خارج ملاك المنظمة.
وضمن هذا السياق، يرى هؤلاء أن لائحة المرشحين الفعليين تراوح عملياً بين ثلاث أو أربع شخصيات، هي: قائد المنطقة الجنوبية في الجيش، يوآف غالنت (في حال عدم تعيينه خلفاً لأشكنازي)، رئيس الشاباك، يوفال ديسكين، الذي أشار معلقون إلى أنه الخيار المفضل بالنسبة إلى نتنياهو، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين، والمسؤول عن ملف الأسرى في مكتب رئاسة الحكومة، حجاي هداس، الذي شغل في السابق منصباً رفيع المستوى في الموساد، قبل أن يستقيل على خلفية خلافات شخصية مع داغان.
يشار إلى أن فترة ولاية رئيس الموساد محددة وفقاً للقانون الإسرائيلي بأربع سنوات، إلا أن نتنياهو وسلفه في المنصب، إيهود أولمرت، قررا التمديد لداغان أربع مرات متوالية (عاماً كل مرة) بسبب ما اعتبراه «إنجازاتٍ نوعية له» في منصبه.
وتعدّ ولاية داغان التي استمرت ثمانية أعوام هي الأطول لرئيس موساد، باستثناء رئيسه الثاني، إيسر هارئيل، الذي ترأس المنظمة لمدة 11 عاماً.