لكن هذه الأعداد الكبيرة، لم تؤكدها مصادر محلية أو قبلية، ولم تكن كذلك الصور التي أرسلها المتحدث العسكري باسم الجيش مؤكداً كافياً لهذه الحصيلة.
في الوقت نفسه، تكلم المتحدث العسكري عن «إحباط هجوم انتحاري» باستخدام سيارة دفع رباعي، مجهزة بالأسلحة والرشاشات الثقيلة، خلال تبادل لإطلاق النيران في منطقة شرق «كرم القواديس»، فيما أعلن تنظيم «ولاية سيناء» أنه استهدف أربع آليات قرب مطار الجورة، وأنه استهدف بسيارة مفخخة رتلاً عسكرياً قرب كمين الماسورة في رفح. لكن المتحدث أقر فقط بسقوط قتيلين من القوات المسلحة، أحدهما ضابط، بالإضافة إلى إصابة ثالث بجروح متوسطة.
وبعد يوم من بث تنظيم «داعش» لقطات تظهر هجوماً ــ اشتباكاً مع قوات مصرية في الصحراء الغربية، على الحدود مع ليبيا، وقع الجيش المصري في خطأ ميداني أدى إلى مقتل 12 شخصاً بينهم ثمانية سياح من الجنسية المكسيكية. وقالت السلطات المصرية إنه «أثناء ملاحقة مسلحين في منطقة الواحات بالصحراء الغربية، قصفت القوات المسلحة بطريق الخطأ مجموعة من السيارات ذات الدفع الرباعي تبين أنها تخص فوجاً سياحياً مكسيكياً»، موضحة أن الخطأ وقع «لأن الوفد لم يبلغ الجيش بأنه ينوي التوغل في منطقة محظورة تشهد نشاطاً للمسلحين». لكن «اتحاد المرشدين السياحيين المصريين»، قال إن الجيش أحيط علماً بخط سير الفوج السياحي.
ونقل الناجون من السياح أن السيارات التي شكلت فوجهم تعرضت لهجوم جوي شاركت فيه طائرة وعدة مروحيات، وفيما قالت مصادر أمنية مصرية إن ثمانية مكسيكيين كانوا ضمن القتلى، فإن السلطات المكسيكية لم تؤكد إلا مقتل اثنين، لكن مصدراً طبياً مصرياً، قال في حديث صحافي، إن خمسة من المصابين حالتهم خطرة.
تعهدت القاهرة بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في مقتل سياح مكسيكيين
في المقابل، قالت مصادر أمنية إن الفوج «ترك طريق الرحلة ودخل في الصحراء قليلاً وأوقف مركباته لإعداد طعام قرب الواحات البحرية»، وهي موقع سياحي معروف، وفجأة تعرض لنيران من الجو. وأضافت أن بعض أعضاء الفوج «حاولوا الإفلات من إطلاق النار من الجو لكن قوات تعمل على الأرض أطلقت عليهم النار».ويأتي هذا الخطأ بالتزامن مع إعلان «داعش» وجوده في الصحراء بالقرب من الحدود الليبية، ليشكل تحدياً جديداً وساحة مواجهة أخرى للجيش المصري بالإضافة إلى معركته المفتوحة ضد «ولاية سيناء ــ داعش»، علماً بأن هذه المنطقة يرتادها سياح كثر، كذلك فإنها في الوقت نفسه ملجأ للمسلحين. ولعل العمليات الأمنية في منطقة الواحات أقل ضراوة مما يجري في سيناء، ولكن آخرها كان في آب الماضي حينما أعلن الجيش المصري مقتل أربعة من عناصر القوات الجوية إثر تحطم طائرتهم أثناء مطاردة مسلحين بالقرب من واحة سيوة.
وقبلها، في تموز 2014 حينما تعرضت نقطة تفتيش تابعة لقوات حرس الحدود في واحة الفرافرة لهجوم كبير أدى إلى مقتل 22 عسكرياً. أما في اليومين الماضيين، فإن «داعش» أعلن أنه صد هجوماً للجيش المصري، ونشر صوراً بينها صورة جثة رجل مقطوعة الرأس قائلاً إنه كان يجمع معلومات للجيش.
على الصعيد السياسي، استنكر الرئيس المكسيكي، إنريكي بينا نييتو، أمس، حادث مقتل السياح المكسيكيين وطالب الحكومة المصرية بالتحقيق في الحادث. وأعلنت المكسيك أن سفارتها لدى القاهرة، في «حالة تأهب» لمتابعة أوضاع مواطنيها المتضررين.
أما وزارة السياحة المصرية، فأعربت عن أسفها لوقوع الحادث، مشيرة إلى أن «السيارات التي استخدمها الفوج السياحي المكسيكي ليست مرخصة، والفوج لم يحصل على التصاريح اللازمة للخروج في رحلة سفاري، كذلك لم يبلغ بأي إخطارات بشأن الرحلة أو مسارها». كذلك أوضح مسؤولون مصريون أنهم وعدوا الجانب المكسيكي بتشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء، وتعهدوا «بإجراء تحقيق شامل».
(الأخبار)