لا تزال محاولات لملمة آثار الاعتداء على قافلة أسطول الحرية قائمة في إسرائيل، بدءاً من التصديق على تخفيف حصار غزة، وصولاً إلى استئناف مخطط زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة
علي حيدر
في إطار الالتفاف على المطالبة بفك الحصار البحري والبري عن قطاع غزة، صدّق المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر أمس على توسيع قائمة البضائع المسموح إدخالها إلى قطاع غزة، وتفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «بتنفيذ تسهيلات» بعد اتصالات دولية جرت بهذا الخصوص في الأيام الأخيرة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن المجلس الوزاري صدّق بالإجماع على قرار «تخفيف» الحصار عن قطاع غزة، مشيرة الى أن وزير الرفاه، عن حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ، لفت قبيل الجلسة الى دور قرار «التسهيلات» في احتواء المطالبة الدولية بكسر الحصار عن القطاع والقول للعالم «إن اسرائيل غيرت سياستها بكل ما يتعلق بالحصار»، وبالتالي لا حاجة إلى وصول قوافل سفن أخرى الى غزة.
في هذا السياق، التقى نتنياهو مساء أمس، مع مبعوث الرباعية الدولية طوني بلير للاتفاق على التفاصيل الأخيرة المتعلقة بهذه القضيّة، على أن يصدر مكتب رئيس الحكومة بياناً رسمياً يتضمن التسهيلات التي جرى التصديق عليها.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن اسرائيل نقلت في الأيام الأخيرة اقتراحاً الى السلطة الفلسطينية بفتح المعابر الى القطاع، في مقابل توصل السلطة الى اتفاق موضعي مع «حماس» حول دمج القوات وممثليها على المعابر.
في هذه الأجواء، توجه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أول من أمس إلى واشنطن حيث من المفترض أن يلتقي عدداً من المسؤولين الأميركيين. وبحسب وسائل إعلام اسرائيلية، سيطلب باراك من البيت الأبيض ممارسة الضغوط لمنع تأليف لجنة تحقيق دولية بشأن الاعتداء على السفينة التركية، مرمرة، اضافة الى التمهيد لزيارة نتنياهو إلى واشنطن المقررة بعد أسبوعين.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن باراك سيلتقي مسؤولين أميركيين، بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس أركان الجيوش الأميركية المشتركة مايكل مولن ومستشار الأمن القومي جيمس جونز.
وبحسب البرنامج المقرر، سيشارك باراك في مؤتمر الأممية الاشتراكية وسيلتقي مع قادة دول مختلفة، إضافة الى أعضاء في مجلس النواب الأميركي، حيث سيجري بحث عدد من القضايا، بينها البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وسيطالب باراك أيضاً خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، في نيويورك، بان كي مون، بعدم تأليف لجنة تحقيق دولية في أحداث أسطول الحرية التركي بحجة أن إسرائيل ألفت لجنة تقصي حقائق يشارك فيها مراقبان أجنبيان.
ورأت اذاعة الجيش أن ثمة أهمية لزيارة باراك الحالية لكونها تأتي قبل أسبوعين من زيارة نتنياهو إلى واشنطن ولقائه مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، في السادس من تموز المقبل.
إلى ذلك، حذر تقرير صادر عن مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية من أنه يتوقع وصول 20 سفينة في إطار 8 قوافل لكسر الحصار على غزة خلال الشهور المقبلة، بينها قافلة إيرانية، وقافلة ثانية تنظمها المنظمة التركية للإغاثة الإنسانية «IHH»، التي كان نشطاؤها على متن السفينة «مرمرة».
بدوره، رأى الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، خلال كلمة له في افتتاح الاجتماع السنوي للهيئة العامة للوكالة اليهودية في القدس المحتلة، أن «نزع الشرعية عن اسرائيل يعني منح الشرعية، مباشرة أو بصورة غير مباشرة، لمنظمات الشر مثل القاعدة وحماس وحزب الله ومؤيديهم المعلنين وغير المعلنين..». ونفى مقولة أن اسرائيل تواجه عزلة دولية بسبب امتناعها عن الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين، معتبراً أنه «ربما يشعر قسم منا أنهم وحيدون أكثر من السابق، لكن الحقيقة هي أننا لسنا وحدنا، وأنا مقتنع بأن الرئيس (الأميركي باراك) أوباما يعني ما يقول إن أمن اسرائيل هو الأفضلية العليا بالنسبة إلى الولايات المتحدة».
وأضاف بيريز «انا مؤمن بأن أوروبا بتجربتها وحكمتها ستتوجه إلى المسؤولين في غزة والضفة الغربية وستقول لهم إن السلام بواسطة المفاوضات أفضل من إطلاق النار».
وربط بيريز بين استمرار حصار قطاع غزة وتمسك «قادة غزة» بخيار المقاومة وحفر الأنفاق وإطلاق الصواريخ والسعي لأسر اسرائيليين، إضافة الى احتفاظهم بالجندي الأسير جلعاد شاليط، متجاوزاً آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.