عسير | بعد نجران وجيزان، بدأت القوات اليمنية، أول من أمس، عمليات نوعية في منطقة عسير المقابلة لمديرية باقم في صعدة، حيث تمكنوا من إحراز تقدم كبير أعقبه السيطرة على مواقع مهمة في المحافظة السعودية. وعلمت «الأخبار» أن القوات اليمنية تمكنت من أسر جنود سعوديين في منطقة الربوعة التي سيطروا عليها بالكامل أول من أمس. وهي مدينة تقع في نطاق جغرافية جبلية يتقاسمها اليمن والسعودية، من دون معرفة عدد الأسرى حتى كتابة التقرير.

وكان الجيش و»اللجان الشعبية» قد تمكن من حصار الربوعة ضمن عملية التفاف مباغتة سرعان ما تمكن المقاتلون اليمنيون خلالها من تحرير أربعة مواقع عسكرية سعودية، وهي قشبة وحُسن وفايا وسهوة، بالاضافة إلى تفجير الأبراج الأربعة الرقابية فيها، وتمكنوا من تدمير وإحراق أكثر من 17 آلية (أطقم وناقلات جند ودبابات)، في عملية عُدت ضربة قاسية ومفاجئة اربكت العدو. وتفيد مصادر عسكرية لـ «الأخبار» بأن عملية الاجتياح استمرّت لساعات وقابلها هروب جماعي للجنود السعوديين من مواقعهم، مشيرةً إلى أنه بات متوقعاً أن تفتح المعارك في جبهة عسير «شهية» القبائل المطالبة باستعادة الأراضي اليمنية المحتلة هناك.

سيطر الجيش و«اللجان الشعبية» على منطقة الربوعة بالكامل

وكانت المواقع العسكرية السعودية في عسير، قد تعرّضت لقصف صاروخي ومدفعي متواصل منذ أن بدأ الجانب اليمني بالردّ على العدوان في شهر أيار الماضي، بالإضافة إلى عمليات اقتحام مباغتة، تنتهي بعودة المقاتل اليمني بعد قتل جنود سعوديين وحرق عتادهم ومخازن أسلحتهم، وهو ما جعل تلك المناطق الحدودية خالية تقريباً من الوجود العسكري.
وترافقت عمليات اليومين الماضيين التي تعد الأولى من نوعها في عسير منذ بداية المعارك الحدودية بين اليمن والسعودية بل ربما منذ تاريخ ترسيم الحدود بين البلدين، مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف استهدف مواقع عسكرية في العمق السعودي، متسبباً باحتراق مخازن أسلحة ومراكز قيادية عسكرية ومعسكرات.
وبهذه العمليات الواسعة، ينقل اليمنيون مسار المعارك إلى مرحلة جديدة قد تلقي بثقلها على مسار التحركات السياسية وأي مفاوضات مقبلة، وخصوصاً أن اشتعال المعارك في فتح جبهة جديدة في ظهران عسير يربط بين جبهتين رئيسيتين ببعضها (الشرقية والغربية) ما يسهل عمليات التواصل والامداد بين مختلف المحاور.
كذلك، إن نجاح المقاتلين اليمنيين في نقل المعارك إلى داخل الأراضي السعودية يُلاقي قبولاً وتأييداً واسعاً من قبل اليمنيين، وهو يظهر الصراع بأبعاده الحقيقية باعتباره بين دولتين، لا بين اليمنيين كما تحاول وسائل إعلام العدوان تصويره.
وقد أظهرت الانجازات الكبيرة المحققة في عسير امتلاك اليمنيين مقومات حرب الاستنزاف الطويلة وفائض قوة يمكنهم من الردّ على العدوان الخارجي بصورة لا تؤثر في سير التقدم في معارك الداخل، وهو ما مثل صدمة لقوى العدوان، وعلى رأسها السعودية التي أكدت في أكثر من مرة قضائها على مكامن قوة الجيش و»اللجان» بواسطة الغارات الجوية، ليكشف الصراع عن احتفاظ اليمنيين بقدرات تؤهلهم القيام بالرد في وقت لم يبقَ فيه لدى قوى العدوان سلاح، إلا استخدمته وهدف إلا ودمره مرة ومرتين وثلاث مرات.
وفي جيزان، يواصل الجيش اليمني و»اللجان» تقدمهم من محاور عدة، باتجاه إسقاط بقية المواقع العسكرية المقابلة للطريق الواصل بين محافظتي صعدة وحجة، وهي مواقع أمدود والرميح والدخان التي باتت في حكم المحررة. ويأتي التقدم في وقت فشلت فيه كل المحاولات السعودية لاستعادة مواقعها العسكرية وكان آخرها موقع دار النصر في الخوبة، حيث انكسرت عشرات المحاولات وأُحرقت عشرات الأطقم والمدرعات والدبابات الأميركية.
وسجل أمس، فرار جماعي للمدرعات السعودية من الخوبة في جيزان، باتجاه الاحياء السكنية داخل الخوبة المدينة تحت ضغط قصف الجيش و»اللجان الشعبية». وقالت مصادر عسكرية إن نيران كثيفة اندلعت في موقع الخوجرة في المدينة نفسها، بعد استهداف آليات وتجمع عسكري بداخله. وكانت القوة الصاروخية التابعة للقوات اليمنية، قد استهدفت موقع الجابري العسكري السعودي، قبل أن تهرع عربات الاسعاف إلى الموقع. وفي نجران، استهدف الجيش و»اللجان» بصواريخ «غراد»، آليات عسكرية سعودية في معسكر قوة نجران.