مع احتدام الحرب الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، احتدّت أيضاً الحرب الصحافية بين هاتين الدولتين، مع توقُّع أن تكثّف الدولة العبرية واللوبيات اليهودية من نشاطها ضدّ حكومة رجب طيب أردوغان.وكعيّنة عن نوع المواد التي يبثّها الإسرائيليون على مواقعهم الإلكترونية وصحفهم وتلفزيوناتهم منذ جريمة «أسطول الحرية» والرد التركي القوي الذي قابلها، نشر كلّ من الكاتبين الإسرائيليين إفراييم إنبار وباري روبين، قبل أيام، مقالين موجهين إلى الناخبين الأتراك الذين سيكون عليهم التصويت، في الانتخابات التشريعية في 2011، بين مشروعين: «الجهل والتخلّف والفقر والأنظمة الإسلامية» المتجسّدة في حزب «العدالة والتنمية»، و«الغرب والتقدم والديموقراطية» المتمثّلة في خصوم أردوغان في الداخل.
وقال إنبار، وهو رئيس «مركز سادات ـــــ بيغن للدراسات الاستراتيجية»، «وحده تغيير في أنقرة باستطاعته إعادة تركيا إلى المعسكر الغربي وإلى الشراكة بين أنقرة والقدس» المحتلة. وتابع أنّ «تركيا تنزلق بعيداً عن الغرب نحو موقع مستقل ملوّن بنزعات إسلامية متمثلة في الحكومة الحالية». وأعرب عن أمله أن تكون انتخابات 2011 «فرصة لكي يختار الناخب التركي البقاء في دولة ديموقراطية وجزء من العالم الغربي».
ولم يتردّد إنبار في دعوة الغرب علناً إلى دعم المعارضة التركية (التي سبق لأردوغان أن اتهم قيادات فيها بالدفاع عن إسرائيل). وقال الكاتب الإسرائيلي: «وحدهم الأتراك في مقدورهم تحديد مستقبلهم، لكنّ معارضي الحكم الإسلامي داخل هذا البلد يستحقون دعم الغرب ورعايته، لأنّ تبعات تحوّل تركيا إلى جزء من المعسكر المعادي للولايات المتحدة ستكون بعيدة المدى». وختم مقاله بما يشبه الاستغاثة: «من أجل عالم حرّ، ومن أجل مصلحة الأتراك، لنأمل أن يختار الأتراك الديموقراطية والتقدم على الفقر والجهل والتسلّط التي تعرضها عليهم الأنظمة الإسلامية».
أما باري روبين، مدير «المعهد العالمي للدراسات الدولية في إسرائيل»، فقد رأى أنّ انكسار العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية حصل منذ عامين (في إشارة إلى التوتر الذي ساد العلاقات الثنائية بعد عدوان «الرصاص المصهور» وما حصل في دافوس)، «وهو ما يعرفه كل مواطن إسرائيلي». حتى إنّ روبين كان أكثر «وقاحة» من إنبار عندما تحدّث صراحة عن أنّ «هناك أملاً بالتخلص من الحزب الحاكم بوجود قيادي معارض شعبيته كبيرة يكمن الأمل به لإسقاط النظام الحالي»، في إشارة إلى كمال كليتش دار أوغلو المنتخب حديثاً لرئاسة حزب «الشعب الجمهوري»، كل ذلك لأنّ «الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة لقطع الطريق أمام المدّ الإسلامي».
(الأخبار)