نيويورك | صنعاء | الأخبارأبلغ المبعوث الدولي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ مجلس الأمن في جلسة مشاورات مغلقة عقدت أول من أمس، أن الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي وافق على المشاركة في مفاوضات مع جماعة «أنصار الله» وحلفائهم في مسقط. والحقيقة أن هادي كان قد قبل في مباحثات جنيف ذلك واضعاً «شروط تعجيزية»، «فهو يعلم أن أي حل يجري التوصل إليه قبل إضعاف كل خصومه سيؤدي حتماً إلى إنتهاء دوره السياسي في اليمن إلى الأبد»، بحسب قول دبلوماسي مطلع.

وشرح ولد الشيخ لأعضاء المجلس عبر شاشة من الرياض، أنه يتشاور بانتظام مع هادي ومع رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح ومع القيادة السعودية ومجلس التعاون الخليجي. وسرد لهم وقائع تشاوره مع كل من «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، ومباحثاته في برلين مع وزير الخارجية فرانك وولتر شتاينماير ومع وزير خارجية عمان يوسف بن علوي.
وقال إن ممثلي «أنصار الله» و«المؤتمر»، «قبلوا في مسقط على نحو قاطع تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ٢٢١٦ والانسحاب من المدن الرئيسية اليمنية بالتفاوض وتسليم السلاح الثقيل للدولة».
وعلمت الاخبار في هذا السياق، أن قبول «أنصار الله» قرار مجلس الامن، يأتي وفق الآلية في وثيقة «النقاط السبع»، بمعنى آخر تحت سقف استثناء السعودية بند شرعنة العدوان والعقوبات، مقابل قبول الحركة الغاء النقاط الثلاث المتعلقة بمكافحة تنظيم «القاعدة» وبإلزامية التعويضات. كذلك، فإن «أنصار الله» لم تعلن موقفها من المحادثات المباشرة مع هادي بعد، وخصوصاً أن مجلس الامن لم يصدر حتى الآن بياناً رسمياً بهذا الشأن.

كثف التحالف
غاراته الجوية على
تعز وصنعاء


وكان ولد الشيخ قد عبر عن «تفاؤله» بأن تمهد هذه اللقاءات لتحقيق وقف سريع للنار، ولاستئناف الحوار السياسي والعودة إلى العملية السياسية نحو مرحلة انتقالية يمنية.
ورأى ولد الشيخ أن مباحثات مسقط قبل عيد الأضحى فرصة مهمة من أجل بلوغ حلّ بالتفاوض، يبدأ بالإنسحاب من المدن الرئيسية وتسليم السلاح الثقيل وتبادل الأسرى. غير أنه نبّه إلى أن الخلافات تبقى «عميقة وتتطلب تصميماً ومرونة من كافة الأطراف». وإذ رأى أن القرار ٢٢١٦ واضح في بنوده، نبّه إلى أن كل بند منه «يقتضي تفويضاً بعناية من أجل تفعيل آلية تطبيقه». وأضاف أنه حث «أنصار الله» وحلفاءهم على «الإفراج عن السجناء مسبقاً ووقف الهجمات عبر الحدود» وكافة الأطراف على وقف القتال التام والسماح بمرور المساعدات قبل التفاوض.
وطلب ولد الشيخ من مجلس الأمن دعم مبادرته، ولهذه الغاية أعدت بريطانيا مشروع بيان صحافي لم يتم تبنيه بعد، وفيه يرحب المجلس بالإعلان الذي صدر عن ولد الشيخ عن عقد مباحثات بشأن اليمن في مسقط قبل العيد، ويثني على مشاركة عبد ربه منصور هادي في المباحثات.
وعرض ولد الشيخ في الجلسة أيضاً الأوضاع في المناطق المختلفة من اليمن، مؤكداً أن عدن تعاني وضعاً «غير مستقر إلى حد كبير مع ورود تقارير عن نشاط مكثف لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، فضلاً عن مجموعات متطرفة أخرى». أما تعز، فتعاني التصعيد العسكري الواسع وأضرار جسيمة، وتناول جهود الوساطات المدنية لوقف القتال التي لم تؤت ثمارها بعد.
ووصف الوضع في صنعاء بأنه عسكري بكل معنى الكلمة حيث تتعرض المدينة لقصف كثيف، ودان العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا المساجد، وانتقد الحملات المذهبية التي تقودها بعض وسائل الإعلام والتي تعمق الإنقسام في المجتمع وتهدد بحروب مذهبية.
وتناول ولد الشيخ أيضاً الضربة الصاروخية التي أودت بحياة أفراد القوات اليمنية والسعودية والبحرينية في مأرب، محذراً من أن أي هجوم من المنطقة على صنعاء سيؤدي إلى سقوط خسائر جسيمة في الأرواح ويفاقم الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، «كما سيقوض فرص السلام في اليمن والمنطقة». وأضاف أن اليمن لا يحتمل المزيد من العنف بعد قتل ٢١٠٠ شخص وجرح ٤٥٠٠ منذ آذار الماضي وإنهيار الخدمات وتفشي الأمراض، محذراً من مجاعة حقيقية.
على المستوى الميداني، تواصلت الغارات السعودية على تعز، وطاولت محيط القصر الجمهوري ومنطقة العسكري، بعد يوم واحد من مجزرة راح ضحيتها أكثر من 20 شهيداً وعشرات الجرحى في قرية الضلعة في مدينة الراهدة، كما استهدفت الغارات مدينةَ حرض في حجة ومناطق في صعدة، بالاضافة الى المجمع الحكومي وإدارة الأمن في إب التي كانت قد شهدت مدينة يريم فيها مجزرة راح ضحيتها سبعون شخصا، جلهم نساء واطفال مطلع الاسبوع.
وعلى الحدود، تمكنت وحدات من الجيش و«اللجان الشعبية» من صد هجوم نفذه الجيش السعودي محاولاً استعادة موقع دار النصر في الخوبة في جيزان، كما لقي عدد من الجنود السعوديين مصرعهم وجرى تدمير أربع دبابات.
ولقي عدد من قناصة الجيش السعودي ومنتسبي القوات الخاصة والجنود مصرعهم أمس إثر قصف الجيش و«اللجان الشعبية» تجمعاً لهم في قرية سودانة وأماكن أخرى إضافة إلى قصف موقع الرديف العسكري وهروب الآليات من الموقع.