بيان إعلان نوري المالكي مرشحاً للتحالف الوطني صيغ مساء أمس، على أن يُعلن اليوم بعد محاولة أخيرة لضمان الإجماع الشيعي عبر تليين موقف المجلس الأعلى الذي يواجه، على ما يبدو، تمرداً من منظمة بدر
إيلي شلهوب
انتهى اجتماع للتحالف الوطني العراقي مساء أمس إلى اتفاق على بيان إعلان نوري المالكي مرشحاً للتحالف لرئاسة الحكومة مع إرجاء تظهيره إلى اليوم في محاولة لإفساح المجال أمام المجلس الأعلى للانضمام إلى الإجماع الشيعي. وكان ممثلو المجلس الأعلى قد تغيبوا عن اجتماع للتحالف عقد مساء الاثنين، كان يفترض أن يتفّق خلاله على اسم مرشح التكتل. وخلال هذا الاجتماع، حصلت ضغوط للجوء إلى خيار التصويت ضمن لجنة الحكماء الـ14 بغالبية موصوفة (65 في المئة أي 9 أصوات للفوز)، لاختيار المالكي، حسبما أفادت مصادر وثيقة الاطللاع. غير أن ممثل منظمة بدر هادي «العامري تدخل وطلب مهلة حتى مساء الثلاثاء من أجل محاولة إقناع السيد عمار الحكيم بالانضمام إلى الإجماع الشيعي، متعهداً بأنه في حال إصرار الأخير على موقفه الرافض، فإن المنظمة ستصوّت للمالكي».
وتضيف المصادر نفسها إن وفداً ضم العامري والشيخ عبد الحليم الزهيري والشيخ خالد العطية والشيخ فالح الفياض زار الحكيم يوم أمس في محاولة لتليين موقفه، في خطوة تزامنت مع إعلان الكتلة العراقية توافقها مع المجلس الأعلى والتحالف الكردستاني على تأليف الحكومة المقبلة برئاسة عادل عبد المهدي أو إياد علاوي.
مصادر نجفية عليمة بشؤون المجلس الأعلى وشجونه رأت أن «ما يجري حالياً كباش قاس، يمكن أن يستمر ساعات أو أسابيع أو أشهراً حتى. معلوماتي أن المجلس لم ولن يقبل بالمالكي».
أوساط نوري المالكي أكدت تعهد نحو ستة نواب من بين ممثلي منظمة بدر الـ11 بالانشقاق عن المجلس الأعلى في حال إصراره على موقفه، مشيرة إلى أن «بيان تسمية المالكي مرشحاً للتحالف قد صيغ، لكن أرجئ الإعلان عنه إلى الغد (اليوم الأربعاء) في محاولة للتوصل إلى تفاهم مع المجلس».
مصادر معنية بالملف العراقي في طهران نقلت عن «مصادر لصيقة بالسيد عمار الحكيم» قولها إن «العامري مثّلنا في اجتماع الاثنين، كما مثّلنا في اجتماع اليوم (الثلاثاء). نحن ملتزمون بالتوافق الإقليمي على المالكي ولن نصوّت لغيره إكراماً لهذا الميل، رغم سلوك المالكي غير السويّ معنا ومع غيرنا». وفي مثال على هذا السلوك «غير السوي»، تشير المصادر إلى أن «الموقع الإلكتروني «عراق القانون» الذي يملكه ابن المالكي، أحمد، يشن حملة شعواء على المجلس الأعلى في محاولة للظهور بمظهر العربي القادر على الوقوف في وجه إيران من أجل كسب رضا السعودية وضمان مشاركة علاوي في الحكومة».

إيّاد علاوي إلى دمشق للقاء الأسد... والصدر!
وكان مستشار القائمة العراقية، هاني عاشور، قد أعلن في وقت سابق اتفاق «العراقية» و«المجلس الأعلى» على تأليف حكومة شراكة وطنية معاً، مشيراً إلى أن «هذا الإعلان جرى بالاتفاق مع التحالف الكردستاني الذي أكد أنه لن يشارك في حكومة ليس فيها المجلس الأعلى والعراقية». وأضاف إنّ العراقية «لم تتخلَّ عن تأليف الحكومة، ولكن سيتم بحث هذا الأمر»، مشيراً إلى أن «العراقية» لا تعترض على عادل عبد المهدي، «إذا ما جرى الاتفاق بين الكردستاني والعراقية والمجلس الأعلى، وإذا التزم عبد المهدي ببرنامج حكومي تقرره العراقية بوصفها صاحبة الحق الانتخابي».
في هذا الوقت، نقلت وكالات الأنباء عن القيادي في «العراقية» جمال البطيخ، إعلانه أن زعيمها إياد علاوي، يرافقه الأمين العام لتجمع «عراقيون»، القيادي في «العراقية»، أسامة النجيفي، سيقوم بزيارة خاطفة لدمشق تلبية لدعوة من الرئيس بشار الأسد للتباحث بشأن آلية تأليف الحكومة العراقية. وتوقّعت مصادر في القائمة نفسها أن يلتقي علاوي في العاصمة السورية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لبحث الموضوع نفسه.