اتخذت تصريحات قيادات الصف الأول في حركة «حماس» طابعاً تفاؤلياً غير مسبوق حيال احتمال التوصل إلى اتفاق مصالحة وطنية مع حركة «فتح». حدث قد تشهده القاهرة في تشرين الأول المقبلهيمنت أجواء التفاؤل بإمكان تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل وزملائه في الحركة، وذلك بعد مرور 3 أيام على لقاء الأخير مع عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عزّام الأحمد، في دمشق.
ووصف مشعل خطوات حركته باتجاه المصالحة بأنها «حقيقية وجادة»، على قاعدة أنّ المصالحة «ضرورة لنا ولحركة فتح على حد سواء، ومن يقل غير ذلك فهو مكابر لأن لا أحد يستغني عن المصالحة».
وأعرب زعيم الحركة الاسلامية، عقب اجتماعه مع الأعضاء البرلمانيين في لجنة الشؤون السياسية في البرلمان العربي أمس، عن ارتياحه للقائه مع الأحمد. وأشار إلى أنه «أمام التعنت الصهيوني، لا نملك إلا أن نتصالح ونتفاهم نظراً لأن العدو لم يترك لنا مجالاً بإصراره، رغم كل مناشدات العالم، على استنئاف الاستيطان وبإصرار من بنيامين نتنياهو وعصابات المتطرفين». وشدّد على «الرسالة التي يجب الرد عليها إزاء استمرار الاستيطان، هي المصالحة لامتلاك أوراق القوة كفلسطينيين حتى لا نذهب بغير سلاح، لأن التفاوض بغير أوراق قوة عبث».
وفي السياق، تمنّى مشعل من «لجنة المبادرة العربية»، التي ستجتمع في الرابع من تشرين الأول المقبل في القاهرة، أن «تفي بوعدها»، وأن توصي القيادة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع حكومة الاحتلال في ظل استمرار الاستيطان.
وعن تفاصيل اللقاء الذي جمعه مع المسؤول الفتحاوي، الذي «أسفر عن إحراز تقدم في ملف المصالحة»، كشف مشعل أنّ الاجتماع هو «بارقة أمل في استئناف جهود المصالحة، انطلقت عقب لقائي بالوزير المصري، مدير الاستخبارات، عمر سليمان أواخر شهر رمضان في مدينة مكة أثناء أدائنا مناسك العُمرة». وأوضح أنه «تم الاتفاق على اعتماد تفاهمات في لقاء سوف يجمعنا مع حركة فتح بداية الشهر المقبل، من أجل التفاهم الشامل على كل المشاكل العالقة وصياغتها في ورقة لتوقيعها على قاعدة لا غالب ولا مغلوب».
وفي مقابلة مع نيك روبرتسون، كبير المراسلين الدوليين لشبكة «سي أن أن» الأميركية، أكّد مشعل أنه «إذا اتفقنا داخلياً، فسوف نفتح الطريق أمام تسوية في ما بيننا»، مذكراً بأن «الهدف هو إجراء انتخابات نزيهة وشفافة».
وكان عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، عزت الرشق، قد ذكر أن «حماس هي من هيّأ للقاء ودفعت باتجاهه، رغم الأجواء المشحونة الناجمة عن تصعيد أجهزة (الرئيس محمود) عباس في الضفة الغربية ضد عناصر الحركة وقياداتها».
وبحسب الرشق، فقد طلب مشعل من مدير الاستخبرات المصرية أن يحث حركة «فتح» وعباس على عقد لقاء مشترك لإنجاز هذه التفاهمات، وبالفعل تحدث سليمان مع عباس، خلال وجود الأخير في القاهرة في هذا الشأن، حيث أوفد عزام الأحمد وقيادات أخرى إلى دمشق.
بدوره، لفت القيادي الآخر في الحركة الاسلامية، موسى أبو مرزوق، إلى أنه جرى خلال لقاء مكة الذي جمع مشعل مع وفد «فتح»، «بحث ثلاث قضايا هي: إصلاح منظمة التحرير والانتخابات وموعدها وتأليف لجنة الانتخابات واللجنة القضائية واللجنة الأمنية، وكانت الأجواء ممتازة، وتم الاتفاق على تعديل المسار، وكيفية تحقيق المصالحة». وختم كلامه قائلاً: «إن شاء الله نحتفل جميعاً باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية في مصر قريباً».
(الأخبار، يو بي آي)