إيلي شلهوب وتقول هذه المصادر إن الرئيسين «أقرّا في الموضوع العراقي بإدارة سوريا لهذه الساحة وفق الخطوط العامة التي جرى التوافق عليها ومؤداها نوري المالكي رئيساً للحكومة المقبلة، ومنع إياد علاوي من تولي أي من الملفات الأمنية وما إلى ذلك»، مشيرة إلى أن «التفاصيل كلها أنجزت ونضجت الأمور بما يسمح لسوريا لإخراج التسوية». وتضيف «في الموضوع اللبناني، هدفت هذه الزيارة إلى قطع الطريق على أي محاولة للحديث عن صراع نفوذ إيراني سوري في لبنان. بل بالعكس، جاءت بمثابة تكريس لعودة النفوذ السوري إلى لبنان بقوة، وبدعم إيراني». أما على المستوى الفلسطيني، فقد أرادت طهران، من خلال هذه الزيارة التي تأتي بعد يومين من زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل إلى دمشق، «إحباط المخطط الذي يستهدف القول إن هناك إجماعاً عربياً على مفاوضة إسرائيل وإقامة السلام معها، وأن المشكلة إيرانية أكثر مما هي عربية، فضلاً عن إفشال محاولات فك سوريا عن إيران».
بالمحصلة، تخلص المصادر نفسها، إلى أن «سوريا لاعب إقليمي مهمّ، يستثمر توافقاته مع السعودية على أكثر من ساحة، وفي الوقت نفسه يقاتل بالذراع الإيرانية مساوئ الفتنة والمشروع الفئوي، لأن دمشق مكبلة بالتهدئة في أكثر من مكان بفعل تفاهمات س. س.».
ورداً على سؤال عن استعجال الزيارة التي كان الحديث يدور حول أنها ستجرى بعد عودة نجاد من نيويورك، وكان يفترض أن يقوم بها الأسد لطهران، تقول المصادر «فرضته التطورات التي تجرى في أكثر من ملف. الموضوع العراقي كان الأكثر إلحاحاً. لكن، هناك ملف المفاوضات وزيارة ميتشل لسوريا. وهناك أيضاً مشاريع الفتنة التي تُحضّر للبنان».
وكان نجاد قد أكد قبل مغادرته طهران أن العلاقات مع دمشق «متينة واستراتيجية» وأن وجهات نظر البلدين «متطابقة حول كل المسائل. هناك تشاور وتنسيق وتناغم كامل حول فلسطين ولبنان والعراق».
وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن الرئيسين أكّدا «أهمية خروج العراق من أزمة تأليف الحكومة حفاظاً على وحدته واستقراره وأمنه وإعادة إعماره بحيث يستعيد العراق قريباً دوره على الساحتين العربية والإقليمية، ما يساهم في تعاون اقتصادي إقليمي مشترك»، مشيرة إلى أنهما ناقشا «ما توصلت إليه اللجان المشتركة بين البلدين وضرورة رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتنموي» بينهما.