موسكو ــ حبيب فوعاني خاص بالموقع- وقّعت اليوم وزارتا الدفاع الروسية والإسرائيلية في موسكو على اتفاقية طويلة الأمد بشأن التعاون العسكري بينهما. ووقّع الاتفاقية وزيرا الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف والإسرائيلي إيهود باراك.
ووفقاً لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء، قال سيرديوكوف في ختام مباحثاته مع نظيره الإسرائيلي إنّ «من المهم جداً بالنسبة إلينا في مرحلة التحوّل إلى مظهر جديد لقواتنا المسلحة استخدام خبرات القوات المسلّحة الإسرائيلية». وأضاف «نحن ندرسها بتفصيل واهتمام كافيين». وأوضح سيرديوكوف أنّ روسيا اشترت 12 طائرة إسرائيلية من دون طيار، وأنّ 50 عسكرياً روسياً يتلقون في الوقت الحالي تدريبات على استخدامها.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي استعداد بلاده لتبادل الخبرات مع العسكريين الروس في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك عن طريق استخدام هذه الطائرات. وأضاف «لا ترى إسرائيل في روسيا شريكاً مهماً فحسب، بل قوة عظمى تؤدي دوراً كبيراً في الشرق الأوسط». ورأى أنّ «إسرائيل لم تكن موجودة لو أنّ الجيش الأحمر لم ينتصر على الفاشية الألمانية».
وكانت السكرتيرة الصحافية لوزير الدفاع الروسي إيرينا كوفالتشوك قد ذكرت أنّ مدة الاتفاقية خمس سنوات، وهي تقضي بتبادل الآراء والخبرات والمعلومات في المجالات المهمة للجانبين، بما في ذلك قضايا الأمن الدولي.
وتنص الاتفاقية أيضاً على تطوير العلاقات في حقل التعليم والتاريخ العسكريين والطوبوغرافيا ووضع الخرائط والطب والحقوق والإعداد البدني والرياضة. كذلك أعلنت مصادر إسرائيلية خططاً لإنشاء مؤسسة مشتركة مع روسيا لإنتاج طائرات من دون طيار.
وكان قد أصاب العلاقات بين تل أبيب وموسكو فتوراً بعد زيارة الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الأخيرة، في أيار الماضي، لسوريا. وما أثار حنق الإسرائيليين ليس لقاء مدفيديف رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في دمشق فقط، بل إعلان استمرار وصول الأسلحة الروسية إلى سوريا، بما فيها مقاتلات «ميغ ـــــ 29» ومنظومات الدفاع الجوي القصيرة المدى «بانتسير»، وذلك على الرغم من أنّ رئيس مصلحة التعاون الفني والعسكري في الفدرالية الروسية نفى عقد أي صفقات تسليح جديدة مع السوريين خلال الزيارة.
ومع أنّ الخبراء العسكريين الإسرائيليين أكدوا أنّ هذه الأسلحة لن تترك تأثيراً ملحوظاً على توازن القوى في المنطقة، فإنّ البرلمانيين رفعوا الصوت عالياً محذرين من إمكان انتقال بعض هذه الأسلحة إلى «حزب الله»، وأعادوا إلى الأذهان نتائج عدوان 2006 على لبنان.
أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، فرأى أنّ صادرات الأسلحة الروسية إلى سوريا «لن تساعد على تهيئة الأجواء الملائمة لتسوية النزاع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي».
غير أنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية ألقت اللوم على رجال الدولة الإسرائيليين في تدهور العلاقات مع موسكو، فاتهمت مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية بعرقلتهم في زمن «الحرب الباردة» لمدة طويلة صفقة بيع طائرات من دون طيار إلى روسيا، وبامتناعهم عن الموافقة على المشروعات المشتركة لتصميم الأسلحة وتحديثها لدول ثالثة، ومن بينها كما أشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية مشروع تصميم وتوريد أجهزة الإنذار المبكر الإسرائيلية «فالكون» إلى الهند.
من جانبه، رأى مدير معهد الشرق الأوسط، الصهيوني الروسي يفغيني ساتانوفسكي، أنّ روسيا لن تراعي بجدية المصالح الإسرائيلية في علاقاتها مع العرب وإيران إلا عندما تصبح في حوزة المشرفين على المجمع العسكري التقني الروسي عقود كبرى ضخمة مع إسرائيل.