واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع - ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ الحكومة السورية تعمل حالياً على تقليص نفوذ المسلمين المحافظين في المساجد والجامعات الحكومية والمؤسسات الخيرية في الوقت الذي تؤكد فيه دائماً تضامنها ودعمها للجماعات الإسلامية خارج حدودها في فلسطين ولبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة في تقرير طويل إلى أنّ الحكومة السورية طلبت من أئمة المساجد تسجيلات لخطبهم ليوم الجمعة وبدأت مراقبة مشددة على المدارس الدينية.
وقالت الصحيفة إنّ هذه الصرامة تجاه الإسلاميين المحافظين بدأت بعد حادث التفجير في العاصمة السورية في أيلول 2008 الذي أدى إلى مقتل 17 شخصاً واتهمت فيه الحكومة تنظيم فتح الإسلام.
وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلينغ إنّ «التفجير كان الشرارة، لكن الضغط كان يتزايد. وبعد فترة من التأقلم مع الجماعات الإسلامية، بدأ النظام يستخدم أسلوباً أكثر قمعاً ورقابة. فقد أدرك التحدي الذي تفرضه أسلمة المجتمع السوري».
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنّ حملة القمع الحكومية بلغت أوجها في الأشهر الأخيرة، في مسعى من الرئيس السوري بشار الأسد إلى إعادة تأكيد علمانية سوريا التقليدية في مواجهة التهديدات المتزايدة من المجموعات الإسلامية في المنطقة.
وقال رجل دين سابق في سوريا رفض الكشف عن اسمه إنّ الحكومة بدأت عام 2008 مساراً جديداً حين طردت إداريين في العديد من المؤسسات الخيرية. كذلك منعت الحكومة السورية في الربيع الماضي مجموعة القبيسيات، وهي جماعة دينية سرية تنشط بين النساء وتحمل أفكار الطريقة النقشبندية، من اللقاء في المساجد، وفي مطلع صيف العام الجاري طُرد مسؤولون كبار في محافظة دمشق بسبب ميولهم الدينية.
وأشار محللون إلى أنّ هذه السياسة قد تكون نوعاً من الانفتاح على الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي كانت تغازل سوريا في جزء من الاستراتيجية لعزل إيران وتقليص نفوذ حماس وحزب الله.