علي حيدرأقرت الحكومة الإسرائيلية، بشبه إجماع، تعيين قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يوآف غالانت، رئيساً جديداً لهيئة الأركان العامة للجيش لثلاث سنوات قابلة للتمديد سنة إضافية. وتزامن هذا الإقرار مع إعلان رئيس الأركان الحالي غابي أشكينازي عزمه على البقاء في منصبه حتى انتهاء ولايته في منتصف شهر شباط من العام المقبل. وأوضح، في ما يشبه الرد على مساعي وزير الدفاع إيهود باراك وأمانيه، بأنه سيعمل على مساعدة رئيس الأركان الجديد «لتولي منصبه بأفضل صورة، في الموعد المقرر بعد ستة أشهر». وتعهد بمواصلة قيادة الجيش نحو مزيد من الجهوزية وتحسين القدرات، لكنه عاد وأشار إلى أن هذه الفترة لن تكون جميلة ومريحة بالنسبة إليه، واعداً بأن يتعاون بكل شيء متاح مع خلفه.
في المقابل، نفى مسؤولون في مكتب باراك أن يكون الأخير يعمل على دفع رئيس الأركان الحالي إلى خارج الجيش بسرعة وتقصير مدة ولايته في منصبه.
وعن إشكالية وجود رئيسيْ أركان للجيش، أكد باراك خلال جلسة الحكومة أمس وجود «رئيس أركان واحد حتى اليوم الأخير من ولايته»، لكنه شدد على ضرورة تمكين رئيس الأركان المعيّن، من الاستعداد بطريقة منظمو تمهيداً لتسلّمه منصبه.
وتناولت صحيفة «هآرتس» إمكان أن تواجه إسرائيل خلال ولاية غالانت صدامات واسعة مترافقة مع قصف صاروخي مكثف للجبهة الداخلية الإسرائيلية يمكن أن يحصل خلال مواجهة مع غزة أو لبنان أو في مقابل إيران أو في مواجهة الجبهات الثلاث معاً. ولفتت إلى أن غالانت ليس كرئيس الأركان السابق دان حالوتس، الذي انتقل من سلاح إلى الجو إلى منصبه الجديد، في إشارة إلى امتلاكه الخبرة المطلوبة في سلاح البر لكونه ترك سلاح البحر مباشرة بعد تركه منصبه في قيادة وحدة الشييطت البحرية. لكنها عادت وتساءلت عن خبرته الضرورية في الجبهة الشمالية (في مقابل سوريا ولبنان) حيث لم يخدم في أي منصب قيادي يتعلق بها مطلقاً، إضافة الى كونه لم يسبق أن خدم في أي منصب أركاني.
وعن منصب نائب رئيس الأركان، الذي رفض كل من قائد المنطقة الشمالية اللواء غادي آيزنكوت وآفي مزراحي توليه، أشارت «هآرتس» إلى أن غالانت ينوي تعيين قائد سلاح الجو اللواء عيدو نحوشتان في هذا المنصب. ولفتت إلى أن رئيس الأركان الجديد ركز حوله هيئة منضبطة وفعالة لكنها شككت في أن يستمر عدد من كبار الضباط بالعمل معه في ظل الأزمة التي نشأت. ووضعت الصحيفة علامة استفهام حول موقف غالانت من المشاكل الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل وما إذا كان رفض المنافسين الآخرين، على منصب رئاسة أركان الجيش، ينبع من موقفهم المختلف عن موقف باراك من التعامل مع إيران.
أما بخصوص فضيحة «وثيقة غالانت»، التي يبدو أنها لا تزال بعيدة عن فصولها النهائية، فتسود مخاوف في صفوف الجيش الإسرائيلي من أن توصي اللجنة التي يترأسها الجنرال إسحق بريك، بتكليف من وزير الدفاع إيهود باراك، بالتحقيق في تصرفات أو سلوك صف القيادة العسكرية العليا أثناء فضيحة الوثيقة المزورة، بطرد ضباط رفيعي المستوى من صفوف الجيش، واتخاذ إجراءات حازمة وصارمة بحق من لهم علاقة بالوثيقة المزورة.