نتنياهو يلمّح إلى استعداد دول عربيّة للسلام ويبشر بـ«صيغ جديدة» للمحادثات كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي نغمة أمن إسرائيل أولاً خلال المفاوضات المباشرة، ملمحاً إلى اعتماد «صيغ جديدة»، فيما حذّر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، من انتهاء السلطة الفلسطينية إذا فشلت المفاوضاتأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال جلسته الحكومية الأسبوعية، أنه «مستعد للذهاب بعيداً من أجل تحقيق السلام، شرط الحفاظ على مصالح إسرائيل وأولها الأمن»، مضيفاً: «لكننا سنضطر إلى التعلم من السنوات الـ17 الأخيرة (منذ بدء المفاوضات)، وسنضطر إلى التفكير خارج العلبة، بصورة مبتكرة وبصيغ جديدة»، مشيراً إلى أنه «حتى الآن لم تُحَلّ مسألة تجميد الاستيطان».
وتابع نتنياهو: «أنا مقتنع بأن هذا الأمر ممكن تحقيقه، ومستعد للتوصل إلى تسوية تاريخية، شرط الحفاظ على المصالح الإسرائيلية، وعلى رأسها الأمن».
وشكر نتنياهو الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني على مشاركتهما في القمة، «واستعدادهما المثابر على دفع السلام بيننا وبين الفلسطينيين وبيننا وبين العالم العربي كله». وأمل أن «تتيح المحادثات (مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس) تطوير اتصال مباشر ومتواصل وصادق ومهم لبلورة اتفاق»، مشيراً إلى أنه اقترح على عباس أن «يلتقيا مرة كل أسبوعين ويتحدثا على انفراد. فالمطلوب لتقدم العملية السياسية ليس كثرة الطواقم، بل وجود زعماء وتحريك المحادثات للوصول إلى اتفاق إطار». وأضاف: «نحن نعي الصعوبات، لكننا سنواصل الجهود للتوصل إلى اتفاق وفقاً لمبادئ خطاب بار إيلان»، الذي تحدث فيه نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ونشر قوات إسرائيلية على طول غور الأردن.
وقبل بدء الاجتماع الحكومي، قال نتنياهو، خلال اجتماع لوزراء حزبه «الليكود»، إنه لم «تُحَلّ حتى الآن مسألة تجميد الاستيطان»، مؤكداً أن «دولاً عربية عدة مستعدة للمشاركة في عملية السلام مع إسرائيل، لكنها تتريث».
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، لإذاعة الجيش إن «نتنياهو يدرك أهمية هذه الفترة الزمنية، وإنه مستعد للتوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين». وأضاف: «في نهاية المطاف، سيُحَدّد مستقبل إسرائيل من خلال إجراء توازن بين الاعتبارات الأمنية والإصرار على التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى حل الدولتين للشعبين».
من جهته، قال وزير الرفاه الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ (حزب العمل)، إن «قمة واشنطن هي بارقة أمل لاحتمال إجراء عملية سياسية جدية»، مشدداً على أنه «لا ينبغي الخوف من تمديد تجميد الاستيطان».
السلطة ترد على نجاد: لا يحق لمن زوّر الانتخابات وقمع الشعب التحدث عن فلسطين
ورأت الإذاعة الإسرائيلية أنه على الرغم من الشعور بأن المفاوضات لن تؤدي إلى التوصل إلى اتفاق نهائي، إلا أن الجدول الزمني المكثف للمحادثات يدل على جدية الطرفين للإعداد للقاء نتنياهو وعباس في شرم الشيخ بعد عشرة أيام، وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، قائلاً إن «بلاده ستستضيف الجولة الثانية من المفاوضات يوم 14 أيلول الجاري».
في المقابل، جدد عباس، خلال لقائه أعضاء من منظمة التحرير في ليبيا أول من أمس، تأكيده أنه «إذا لم تُمَدَّد فترة التجميد بحلول نهاية الشهر، فلن تكون هناك مفاوضات»، مشيراًَ إلى أنه أوضح ذلك لنتنياهو.
أما رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، فنفى تصريحات نسبت إليه بأن «نتنياهو يماطل» في العملية السياسية. وأوضح لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «نحاول التوصل إلى اتفاق إطار يشمل قضايا الحل الدائم، فهذا وقت القرارات لا المفاوضات»، مضيفاً: «عندما يدرك الجانبان أن ثمن الحرب أكبر من ثمن السلام، سنسعى إلى السلام».
وتابع عريقات أن موضوع تجميد الاستيطان «لم يذكر حتى الآن في المحادثات مع نتنياهو، ونحن نعرف موقفه وهو يعرف موقفنا. سننتظر الأسابيع القريبة كي نتوصل إلى معادلة»، معترفاً بأنه «إذا لم نصل إلى اتفاق دائم، فإن السلطة الفلسطينية ستنتهي».
كذلك نفى عريقات الأنباء عن عقد لقاء تفاوضي بينه وبين يتسحاق مولخو (المفاوض الإسرائيلي) اليوم، مشيراً إلى أنه اتُّفق على عقد لقاءات تحضيرية لم يحدد مكانها بعد.
أما «فتح»، فقالت على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي، إن «الإيقاف التام لجميع الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، وعلى رأسها القدس الشرقية، مدخل طبيعي لنجاح المفاوضات المباشرة واستمرارها».
في هذا الوقت، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الدور الذي يرى بعض المسؤولين الأميركيين أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ستتسلمه من المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، خلال مفاوضات شرم الشيخ، قد يكون أكبر اختبار لها. ورأت أن هذا الاختبار قد يكون أحد الاختبارات التي تعزز إرث كلينتون كدبلوماسية، إذا استطاعت حل اللغز الذي أحبط حتى زوجها، الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وفي ردود الفعل، هاجم الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وذلك رداً على الانتقادات الحادة التي وجهها الأخير للقيادة الفلسطينية، متشككاً بشرعية تمثيلها. وقال: «لا يحق لمن لا يمثل الشعب الإيراني، والذي زوّر الانتخابات وقمع الشعب وسرق السلطة، أن يتحدث عن فلسطين أو عن رئيس فلسطين أو عن التمثيل الفلسطيني»، مضيفاً أن عباس «رئيس منتخب بانتخابات حرة ونزيهة».
من جهته، رأى مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، طوني بلير، أنه توجد «فرص جيدة للتوصل إلى اتفاق، وذلك لسببين: الأول هو أن (الرئيس الأميركي) باراك اوباما جعل من الشرق الأوسط إحدى أولوياته. والثاني هو أن المنطقة تشجع ذلك». وأضاف: «ما سيؤدي بنا إلى اتفاق هو إقامة دولة فلسطينية على الأرض، لا على طاولة المفاوضات».
بدوره، أعرب الرئيس الإيطالي، جورجو نابوليتانو، عن ثقته بأن الجهود المبذولة حالياً ستقود إلى تطورات إيجابية في الشرق الأوسط، وذلك خلال مخاطبته نظيره الإسرائيلي شمون بيريز، في رسالة عبر الفيديو إلى منتدى امبروسيتي السنوي.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، أ ب، رويترز)