في لحظات الانتقال في مصر يتزايد عدد اللاعبين، آخرهم مدير الاستخبارات اللواء عمر سليمان، الذي ظهر فجأةً على ملصقات في الشوارع، ليعلن عن قادم جديد
وائل عبد الفتّاح
اللواء عمر سليمان دخل حرب الملصقات حول مرشح الرئاسة المقبل في مصر. صورة مدير الاستخبارات المصرية ظهرت على ملصق يلوّح فيه بيد واحده، وعلى خلفية ألوان علم مصر، وشعار عريض يقول: «البديل الحقيقي… عمر سليمان رئيساً للجمهورية».

الشعار عنوان حملة أطلقتها مجموعات من النشطاء الشباب، يطالبون فيها بترشيح اللواء سليمان باعتباره الخليفة المناسب للرئيس مبارك، في مواجهة طموحات مبارك الابن.
الملصقات ظهرت في أحياء الطبقات الوسطى العليا، المعادي والمهندسين والقاهرة الجديدة وإمبابة، هي الحي الشعبي الوحيد الذي ظهرت فيه صور مدير الاستخبارات.
ويرى المراقبون أنّ ملصقات عمر سليمان ذروة جديدة من السجال الشعبي بشأن مرشح الرئاسة، وتدور كلها حول شخصيات لم يعلن أيّ منها ترشيح نفسه، باستثناء أيمن نور، زعيم حزب «الغد» المعارض.
فكرة الحملات الشعبية ظهرت مع وصول المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، الذي لا تنطبق عليه شروط الترشّح لمنصب الرئيس، واختار مؤيدوه فكرة التوكيلات وبيانات التأييد الشعبية.
ورداً على حملة البرادعي تحولت الحملات الشعبية المؤيدة لترشيح جمال مبارك إلى موضة سياسية تتخذ أشكالًا جديدة، بينها التوقيع بالدم وأخرى تطالب الرئيس مبارك بالتنحي لمصلحة الابن.
حرب الملصقات تبدو بحثاً عن «شعبية» للمرشح قبل الانتخابات، وهذه سابقة تشير الى صراعات غير معلنة في كواليس الحزب الوطني الحاكم تدفع الى حسم صراع الخلافة مبكراً قبل أن يبدأ سباق الانتخابات في منتصف العام المقبل. كما أنّ سياسة إغراق الشارع السياسي بحملات «شعبية» ضرب لقاعدة البرادعي، الذي يحث على مشاركة الشعب في التغيير، واعتمد على قواعد الشارع لا التأييد الحزبي.
وبينما تظهر صور عمر سليمان في الحرب على الشارع، يشارك جمال مبارك في الوفود غير الرسمية الملحقة بزيارة أبيه الى واشنطن، وهي الزيارة التي ربطت القوى السياسية بينها وبين ترتيبات خلافة الرئيس مبارك.
ورغم أنّ الأمر لا يبدو «صفقة»، كما تخيلتها أصوات معارضة، فإنّ تصريحات الرئيس مبارك عن «القدس عاصمة لدولتين» تأتي في إطار حجز مكان في خطة أميركية مفترضة لشرق أوسط هادئ. أوباما يريد مفاوضات وحلاً قبل نهاية ولايته الأولى. ولا وسيط محتملاً سوى النظام العجوز في القاهرة.
تبدو زيارة الخريف إلى واشنطن جولة في حرب شوارع، وقد انتشرت شائعة عن عقد لقاء بين مبارك الابن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش زيارة الأب الحالية.
اللواء عمر سليمان ليس بعيداً عن أجواء المفاوضات، وخصوصاً أنه حامل مفاتيح الملف الصعب، ويعدّ ظهور جمال مبارك في هذه الأجواء إشارة اطمئنان إلى أنّ الابن سيسير على خطى أبيه.