يواصل رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي جولاته الخارجية، على اعتبار أنها الخطوات الأخيرة الضرورية لتجديد ولايته يوم السبت المقبل. عبارة واحدة يسمعها أينما حلّ عن «ضرورة تأليف حكومة تمثل جميع مكونات الشعب العراقي»، بينما بدا كأن هناك اقتراحاً جدياً لإرضاء السعودية عبر تنصيب صهر الملك السعودي رئيساً للبرلمان العراقي.وأكد الملك الأردني عبد الله الثاني، أمس، خلال استقباله المالكي، أهمية تأليف حكومة «تعكس تطلعات الشعب العراقي وطموحاته، وتسهم بنحو فاعل في بناء الغد الأفضل له». وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي أن «الأردن يدعم كل ما يصب في تحقيق الوفاق والمصالحة بين أبناء الشعب العراقي، ويؤدي إلى تعزيز وحدته الداخلية»، مشيراً إلى «دعم الأردن الكامل للأشقاء العراقيين في جهودهم بترسيخ الأمن والاستقرار في العراق الذي يمثّل أمنه واستقراره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها»، فيما أعرب المالكي عن «تقديره لمواقف الملك الداعمة لتعزيز أمن العراق واستقراره».
وكان مصدر في رئاسة الوزراء العراقية قد كشف أنّ المالكي «سيتوجه إلى طهران قريباً للقاء المسؤولين الإيرانيين». وفيما رفض المصدر تحديد موعد زيارة المالكي لطهران، فإن وكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية ذكرت أن «المالكي سيزور طهران (اليوم) الاثنين على رأس وفد رفيع المستوى لإجراء محادثات إقليمية ودولية».
في هذا الوقت، كشف مصدر عراقي مطلع على محادثات تأليف الحكومة عن اقتراح بتعيين الشيخ نواف الجربة، الذي يرتبط بعلاقة مصاهرة مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، رئيساً للبرلمان العراقي خلال جلسة يرجّح انعقادها السبت المقبل. وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن «الجربة، وهو مستقل انتُخب نائباً ضمن ائتلاف وحدة العراق بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني، شخصية لا خلاف بشأنها، وعلاقة المصاهرة مع الملك عبد الله قد لا تثير اعتراض الرياض». يُشار إلى أن ائتلاف البولاني وجبهة التوافق أعلنا الأسبوع الماضي اندماجهما تحت مسمى «تحالف الوسط». لكن الجربة لم ينضم إلى هذا التحالف، وفقاً للمصدر الذي أشار إلى «اتفاق على عقد جلسة للبرلمان السبت المقبل بحضور القائمة العراقية أو من دونها». وعزا المصدر اختيار الجربة إلى عدم وجود علاقات متوترة بينه وبين الكتل الأخرى، «ولا أحد يتشكك في انتمائه العربي السُّني، كذلك فإن صلته بالأكراد جيدة بخلاف (القياديين في العراقية) أسامة النجيفي وطارق الهاشمي».
ومن الأسباب التي دعت إلى ترشيحه، أنه يتمتع بنفوذ عشائري كبير، وخصوصاً أن قبيلة شمر التي ينتمي إليها، تمتد من الموصل إلى سوريا والسعودية ودول الخليج، وفقاً للمصدر نفسه.
(أ ف ب، يو بي آي)