تستضيف دمشق الأسبوع المقبل لقاءً للمصالحة بين وفدي «فتح» و«حماس» سيكون استكمالاً للقاء سابق جرى خلاله تذليل 3 عقبات من أصل 4 تعترض توقيع «حماس» ورقة المصالحةفيما يُرتقب أن يعقد لقاء فلسطيني ـــــ فلسطيني من أجل المصالحة الداخلية في 20 من الشهر الجاري، جدّدت حركة «حماس» تأكيدها على ضرورة الاتفاق على الملف الأمني من أجل تحقيق تقدم في المصالحة.
وشكّك عضو المكتب السياسي الحمساوي، محمد نزال، في إمكان تجاوز مشكلة الملف الأمني في ظل التدخل الأميركي السافر. وقال «برأيي، إن الملف الأمني نقطة ليست سهلة، ولا سيما أنه متعلق بجهات خارجية. كان يديره الجنرال الأميركي كيت دايتون، والآن أصبح في عهدة الجنرال مايكل مولر، وهذا يعني أنه لا يزال بيد أميركا».
وأضاف نزال، في تصريحات لصحيفة «فلسطين» المحلية التي تصدر في غزة، «إذا لم تذهب السلطة باتجاه معالجة الملف الأمني، بحيث يكون القرار الأمني فلسطينياً، فأنا لا أرى إمكاناً للحديث عن مصالحة فلسطينية ـــــ فلسطينية».
ولم يفصح نزال عن رؤية حركته لتجاوز مشكلة الملف الأمني، التي تنتظر الردّ الفتحاوي، قائلاً «أبلغنا «فتح» ولا أظن أنّ من المناسب مناقشة هذه المسألة عبر الصحافة والإعلام، نحن نناقشه في لقاءاتنا الداخلية، وما سيُتّفق عليه سيجري بالتأكيد إعلانه».
إجراء المصالحة سيعتمد على تحرر حركة «فتح» من عبء التدخل الأميركي
ونفى أن يكون هناك أي جديد في ملف المصالحة الفلسطينية، سوى أن وفداً من حركة «فتح» يفترض أن يزور دمشق للقاء قادة «حماس»، وسيحمل ردّه على نقطة الخلاف الأساسية الباقية والمتعلّق بالملف الأمني. ورأى أن إجراء المصالحة سيعتمد على تحرر حركة «فتح» من عبء التدخل الأميركي الذي قيّدت نفسها به. وعن المفاوضات والتسوية، قال المسؤول «الحمساوي» إنها في أزمة ومأزق «وهناك محاولة للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتقديم ما يحفظ ماء وجه المفاوض الفلسطيني».
في هذه الأثناء، أجرى رئيس الحكومة الفلسطينية الحمساوية المقالة، إسماعيل هنية، اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، لبحث مستجدات ملف المصالحة.
في المقابل، دعا المتحدث الفتحاوي، أسامة القواسمي، «حماس» الى الوقوف عند مسؤوليتها الوطنية ومراجعة حساباتها أمام الطغيان الذي تعبر عنه حكومة «ليبرمان ـــــ نتنياهو»، من اعتداء يومي على الأرض والمقدسات والإنسان.
وقال في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة لحركة «فتح» «إننا اتخذنا خطوات عديدة تجاه إنهاء حالة الانقسام، وأبدينا كل مرونة ممكنة بهدف التوصل الى الوحدة الوطنية المنشودة، التي طال انتظارها بسبب تعنّت «حماس» وتمسكها بملاحظات أصبحت واضحة للجميع بأنها تتعلق بمحاصصة حزبية لا أكثر ولا أقل»، مؤكداً أن «خيار الوحدة الوطنية لدى «فتح» ليس تكتيكاً أو مناورة بل هو استراتيجية واضحة اعتمدتها «فتح» منذ أن انطلقت».
(الأخبار)