strong>شنّت قوات الاحتلال، أمس، اعتداءً داخل الضفة المحتلة، واغتالت مدبّري عملية الخليل قبل 5 أسابيع، وسط اتهامات بتنسيق العملية مع السلطةاغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، فلسطينيين اثنين خلال عملية شنّتها في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وأثنى عليها المسؤولون العبريون، فيما توعّدت المقاومة الفلسطينية بالردّ في المكان والزمان المناسبين.
والعملية وقعت في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة المعروفة بـ«أتش2»، التي تخضع لسيطرة الاحتلال. وقال شهود إن الجنود أطلقوا النار على مبنى من ثلاث طبقات، وقامت جرافتان عسكريتان بعد ذلك بتدمير جزء منه.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال أنّ الفلسطينيَّين الشهيدين هما، نشأت الكرمي ومأمون النتشة، وكانا ضالعين في عملية إطلاق نار أدّت إلى مقتل 4 مستوطنين في الضفة قبل 5 أسابيع.
وقد أثنى المسؤولون الإسرائيليون على أداء القوة الإسرائيلية التي نفذت عملية الخليل. ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قتل الناشطين الفلسطينيين «تحقيق للعدالة ضدّ إرهابيَّين قتلا» المستوطنين الأربعة، وأن «دولة إسرائيل ستستمر في مطاردة الإرهابيين في كل زمان ومكان».
بدوره، أشاد وزير الدفاع، إيهود باراك، بأداء جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام «الشاباك». ووصف العملية العسكرية في الخليل بأنها «ناجحة». وأضاف إنّ «العملية ردّ سريع على مقتل الإسرائيليين الأربعة في شهر آب الماضي بالقرب من (مستوطنة) كريات أربع».
كذلك أشاد مجلس المستوطنات بالجريمة العسكرية الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها «دليل على قدرة الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الأخرى على ضرب الإرهاب وحماية مواطني إسرائيل».
في المقابل، أكدت حركة المقاومة «حماس» استشهاد القيادي البارز نشأت الكرمي ومأمون النتشة. وطالبت السلطة الفلسطينية بـ«إطلاق سراح المقاومين والمعتقلين من سجونها ووقف التنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة لتقوم بدورها في حماية أبناء شعبنا الفلسطيني».
ورأى المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، أن «هذه الأعمال العدوانية، هي نتيجة عملية للّقاءات الأمنية المتواصلة التي تُعقد في مدن الضفة بين قادة الاحتلال وقادة فتح والسلطة».
ودعا أبو زهري القمة العربية المرتقبة في سرت إلى أن تجعل وقف المفاوضات نهائياً. وقال إنها «رسالة إلى المجتمعين في سرت بأن الاحتلال لا يريد سلاماً». وأضاف «رد الفعل العربي على الجريمة يجب أن يكون بإعلان وقف المفاوضات نهائيّاً».
من جهتها، توعّدت «كتائب القسام»، الذراع المسلحة لحركة المقاومة «حماس»، بالردّ على العملية الإسرائيلية. وقال المتحدث باسمها، أبو عبيدة، «المقاومة، ومن ضمنها كتائب القسام، بالتأكيد سترد على هذه الجريمة بالطريقة المناسبة وكل الخيارات مفتوحة في هذا الإطار». ورأى أنّ «الحرب المشتركة من الاحتلال والسلطة لن تفلح في وقف الرد». وقال «المقاومة لها الحرية في تحديد مكان ردّها وزمانه على هذه الجريمة».
السلطة الفلسطينية من جهتها، ندّدت بالجريمة، رافضةً اتهامات المقاومة عن تعاونها مع الاحتلال. وقال رئيس الحكومة، سلام فياض، إن «الطريق للسلام لا يمر عبر قتل جيش الاحتلال لمواطنينا والتنكيل بهم، ولا عبر الاستيطان وإرهاب المستوطنين». وحذّر من مغبّة «الانجرار وراء حملات التحريض التي لا تهدف إلا للنيل من السلطة ومؤسستها الأمنية».
كذلك رأت حركة «فتح» أنّ العملية الإسرائيلية «تأتي في سياق الخطة الممنهجة للاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف الإنسان والأرض الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة القدس المحتلة لاستكمال مخططها الاستيطاني التوسعي»، وذلك على لسان المتحدث أحمد عساف. وجدّد عساف دعوة «حماس» إلى إتمام المصالحة وتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام والابتعاد عن لغة التخوين المقيتة.
وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييع المقاومين الكرمي والنتشة. ونُقل جثمان الأول إلى مسقط رأسه مدينة طولكرم، ووري جثمان الثاني في الخليل. وردد المشاركون في المسيرة «الانتقام الانتقام يا كتائب القسام».
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)