لا والله فيها كتير، فيها كتير وحياة اللي خلقكو، فيها كتير كتير كتير. واللي مش شايف إنه فيها بيكون عنده مشكلة. معلش بلشت من الآخر، بس خليني أحكيلكو القصة زي ما هي من دون لف ودوران، من دون إطالة سيرة زي ما بيقولوا. هادا يا معلمي، تبعون الإمارة بغزة، فجأة هيك ومن دون سابق إنذار قرروا إنهم يغيروا اسم مدرسة اسمها "مدرسة غسان كنفاني" لمدرسة "مرمرة". هلق هادا الشي يمكن يشوفوا كتير ناس إنه طبيعي، أو على حدا ما قال حدا من المتفلسفين على الفيسبوك "إنه لو كان غسان عايش كان قلب الصفحة ومشي". معلمي لا إنت غسان ولا أنا غسان، فبلاها الفلسفة.
طبعاً أكيد هون لازم حدا يسألني ليش أنا معصب؟ وليش زاعجني الموضوع، ويفترض إنه يزعجكم وكتير. شوفوا معلمي، طالبان لما بلشوا –عند بداياتهم بأفغانستان- ولما سيطروا على بعض المناطق "سلمياً" وكانت الدولة وبعض مقدراتها أقوى منهم، ببساطة هن لعبوا هاي اللعبة، غيروا كل أسماء المدارس (ولاحقاً الشوارع والمدن) بأسماء بتشبههم، ولغوا أيا إسم لمناضلين أو كتاب أو مفكرين أو مثقفين ما بينتموا إلهم (ليش هن عندهم مثقفين ولا كتاب ولا مفكرين؟ الحمدلله زي الله عنا ما عندهم غير شيوخ ويايت حتى شيوخ يعني باحثين ومفكرين، الله بيعين). المهم الطالبان بعدين بعد هاي المرحلة (اللي هن حلم حماس وغيرها من هالحركات العجيبة، الإمارة، وبعدين الدولة وبنلزق فيها لحد ما نموت) لغت كل شيء إله علاقة بالغرب الكافر (مع إنه كل سلاحها والتكنولوجيا اللي بايدها وكل التفاصيل الباقية من الغرب الكافر، بس يلا ما هي فلسفة وشغالة) ولغوا طلعة المرأة من البيت، ولغوا التعليم، ولغوا ولغوا ولغوا. هلق تبعون الإمارة اللي عنا، مش رح يعملوا هيك أكيد بكرا أو بعد بكرا، الشعب الفلسطيني خلقه ضيق للغاية، وما بيطيق حاله بالمرة وبسرعة (تانياً في عدو صهيوني، هادا ما فينا ننساه لانه كل يومين بيعمل زيارة دموية للقطاع) وما بتمشي عليه الحركات "القرعة" هاي. بالعودة لموضوع المدرسة شو ضايقهن غسان كنفاني ليغيروا اسمه عن المدرسة؟ عنجد بشو ضايقهن؟ هلق بعد التفتيش والبحث قال طلع معهن للشباب الأشاوس إنه قال غسان كنفاني كان كافر، كان يشرب المنكر، وكان بحزب شيوعي كافر –العياذ بالله- فضلاً عن فتوى من أحد المشايخ النص كم اللي عندهم بيقول فيها إنه يا معلمي ما بيجوز مدرسة للبنات يكون عليها إسم "ذكر". طبعاً هاي الفتوى من أحلى الفتاوى اللي ممكن تسمعها بالصيف أو بالشتا. خلاصة الموضوع: إنه طلع غسان كنفاني كافر وبيشرب المنكر وبيعمل المنكر ومش عارف شو، اختصروا الأبطال الخضر كل انجازات وكتابات ونضال غسان بهالكاستين اللي شربهن، هادا اذا شربهن أصلاً وصغروه من كاتب فلسطيني عالمي إلى مجرد عضو بحزب "شيوعي" (مع العلم إنه غسان مش شيوعي، غسان يساري من الجبهة الشعبية اللي هي مش تنظيم شيوعي، بس يلا ما هو كله عن العرب صابون، شيوعي ماركسي يساري كله كفار بكفار!!!).
اللي بيضحك كتير إنهم كالعادة مش بس غيروا اسم المدرسة، بس حسوا إنهم انكشفوا عملوا حالهم ولا بيعرفوا شي عن الموضوع، الوزير المهضوم تبعهم طلع وبكل وقاحة يقول إنه لأ ما صار الموضوع، وهادا القرار مزور. طيب يا معلمي ليش ما كنت بتفرجينا القرار المزبوط؟ ليش ما كنت بتفرجينا إسم المدرسة على كشوفات الوزارة؟ يا زلمة افهموا عربي بقا: العالم صار مكشوف ومفضوح، وإيام الصحافة تبعيت الدكتيلو والخبر اللي بيوصل بعد أشهر خلصت، عشان هيك فضيحتكو لما تعملوها بتنكشف بسرعة. ما تعلمتوا من تجربة معلمينكو الإخوان بمصر؟ ما تعلمتوا؟ يعني ما بينت معكم التجربة؟ كانوا يقولوا الخبرية اليوم، ويكذبوها تاني نهار هن نفسهم! المهم صار الموضوع وطلع الوزير البطل ينفي الخبرية، بس اللي ما نفاه لحد اللحظة إنه القرار اللي طلع ما شفنا قرار تاني بينفيه، يعني كلامه للوزير ما بيساوي حتى الفيديو اللي اتسجل عليه لإنه القرار الأول رسمي، والتاني حديث في الهواء.
المهم: غيروا أسماء أبطالنا ورموزنا، غيروا الدنيا كلها لو بتقدروا، بس بالآخر إنتو رح يضل حجمكم هلقد، ورح يضل مطرحكم هلقد، الناس شايفيتكم وعارفيتكم منيح، وورقة التوت اللي هي المقاومة اللي بتلضكم تتحججوا فيها رح تسقط معلمي عنكم، عم نشوفكم وواضحين قدامنا كيف شكلكم صاير، والتخبيص اللي خبصتوه خلال فترة كتير قليلة من الوقت بيخلينا نسأل عنجد وبشكل جدي: بتعرفوا تقروا وتكتبوا عن جد؟ وبتفكروا كمان؟