واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- أظهر تقرير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن 61 في المئة من اللاجئين العراقيين الذين عادوا إلى بلادهم أعربوا عن أسفهم للعودة مرة أخرى. وقال 60 في المئة منهم إنهم لا يشعرون بالأمان، فيما قال 87 في المئة منهم إنهم لا يستطيعون كسب مال كاف في العراق لدعم أسرهم.
ووفقاً للتقرير، فإن مقدمي طلبات اللجوء فى سوريا ارتفع إلى أكثر من 50 في المئة منذ شهر أيار الماضي. وأشارت المفوضية في هذا الشأن إلى بدء هجرة جماعية ثانية للعراقيين الذين كانوا قد عادوا إلى العراق عقب اضطرارهم إلى الفرار من بلادهم بعد المجازر التي تعرض لها العراقيون بسبب غزو الولايات المتحدة واحتلالها للعراق في آذار 2003.
ويرى محللون وخبراء أن سبب الهجرة الثانية يعود إلى استمرار العنف والنقص الشديد في الوظائف. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها من بغداد أن العراقيين العائدين بدأوا يتسربون إلى الخارج، في وقت يبدو فيه العراق مستقراً، وأن «هذه الهجرة الجديدة تظهر المدى الذي لا تزال فيه الدولة بعيدة عن أن تكون مستقرة أو آمنة».
وتشير تقارير الحكومة العراقية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى أن نحو 100 ألف لاجئ عراقي عادوا منذ 2008 من بين أكثر من مليونين غادروا البلد منذ الغزو الأميركي. كذلك تشير إحصائيات الحكومة العراقية إلى أن 18240 لاجئاً عراقياً عادوا إلى العراق خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، فيما عاد 89700 عراقي إلى منازلهم التي كانوا قد هجّروا منها داخل العراق.
وتقول الصحيفة إنه في الوقت الذي يصارع فيه العراق لإعادة الاستقرار، يخاطر هؤلاء العائدون لأن يصبحوا أشخاصاً بدون دولة مشردين في الداخل والخارج على حدٍّ سواء.
وتوفّر الأمم المتحدة بعض تكاليف النقل ورواتب صغيرة للأسر العائدة، إلّا أن أقل من 4 في المئة من العائدين يستفيدون من البرنامج. ومعظم العائدين إما لا يعرفون شيئاً عن البرنامج وإما انهم ما زالوا يرغبون في العودة إلى دولة اللجوء ويرغبون في أن تساعدهم الوكالة كلاجئين لا كعائدين.
إلى ذلك، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنها أنفقت نحو 100 مليون دولار في العراق في العام الجاري لتحسين الأوضاع المعيشية للمهجرين العراقيين داخل بلدهم وإعادة دمجهم في المجتمع.