أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة أمس، أن السلطة الفلسطينية «لن تعود إلى محادثات السلام مع إسرائيل إلا إذا كان هناك تجميد في البناء الاستيطاني يتضمّن القدس الشرقية». وأضاف «إننا نرفض ذلك مئة في المئة. لا بد أن يشمل وقف الاستيطان مدينة القدس. وإذا لم يشمل وقف الاستيطان كامل الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، فلن نقبله». وأوضح عباس أن «من غير المقبول الربط بين المحادثات المتوقفة والعرض الأميركي بمعونات عسكرية إضافية لحليفتها إسرائيل»، مضيفاً أن «الإصرار على وقف الاستيطان ليس من قبل الجانب الفلسطيني فقط، بل إن أميركا تطالب بذلك إضافة إلى العالم كله وجزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي».وأشار عباس إلى أن «وقف الاستيطان مسألة عامة ودولية وإقليمية، والكل يؤكد ضرورة التزام إسرائيل بوقف الاستيطان. المعضلة ليست معنا بل المشكلة قائمة الآن هي بين أميركا وإسرائيل بسبب الاستيطان».
وتوقع أبو مازن أن تطلب الولايات المتحدة رسمياً استئناف المحادثات «قريباً جداً»، مضيفاً أن لجنة السلام التابعة للجامعة العربية والقيادة الفلسطينية «سترد في الوقت المناسب». وأوضح أن الفلسطينيين والإسرائيليين «لم يتلقوا طلباً أميركياً رسمياً بالعودة إلى المحادثات».

مشكلة الاستيطان ليست معنا بل بين أميركا وإسرائيل

وقبيل لقائه مبارك، بحث عباس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، عملية السلام. وأعلن الأخير أنه اتفق مع عباس على دعوة لجنة مبادرة السلام العربية إلى اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة الخطوات الواجب السير بها، فور تلقي الموقف الأميركي بشأن عملية السلام. وقال إن «البناء الاستيطاني هو عقبة رئيسية في طريق السلام في المنطقة».
وقبيل بدء اللقاء، طالب كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بوقف تام للاستيطان وعدم تحديد توقيفه بفترة زمنية محددة».
إلى ذلك، استولى مستوطنون على عشرات ينابيع المياه في الضفة الغربية، ومنعوا الفلسطينيين من الوصول إليها. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن الناشط في جمعية «عير عميم» الحقوقية الإسرائيلية، درور إتيكس، قوله إن المستوطنين «استولوا على 25 نبع ماء على الأقل، وحوّلوها إلى مواقع سياحية، وباتت الطريق إلى هذه الينابيع مغلقة في وجه الفلسطينيين».
كذلك، تظاهر آلاف المستوطنين اليهود في القدس أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، احتجاجاً على احتمال تجميد البناء في المستوطنات لثلاثة أشهر أخرى في الضفة الغربية.
(رويترز، يو بي آي)