مهدي السيّدورأت «هآرتس» أنه يتعين على نتنياهو أن يبدي حساً قيادياً وأن يقول «نعم» واضحة وجلية لأوباما.
بدورها، تطرقت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في افتتاحيتها، إلى الثمن الحقيقي الذي تريده إدارة أوباما من نتنياهو مقابل الصفقة المعروضة. ورأى ناحوم برنيع أنه لم يسبق أن عُرض على اسرائيل هذا القدر الكبير مقابل قدر طفيف جداً. وأضاف أن كل وزير في الحكومة يعرف أن ثلاثة أشهر تجميد ليست الثمن الحقيقي.
ولفت برنيع إلى أنه في البيت الابيض «لا يجلس إمّعات، وعليه، إما أن تكون الوعود التي قطعوها لنتنياهو تساوي اقل من العناوين الرئيس الضخمة التي نشرت في الصحف، وإما أن المقابل الذي سيكون نتنياهو مطالباً بإعطائه أكثر أهمية بكثير من الانطباع الناشئ».
وبحسب برنيع، الخياران مشوقّان. الأول يرسم نتنياهو كمن فهم ـــــ وإن متأخراً ـــــ أن رئيس وزراء اسرائيل لا يمكنه أن يقول لا للرئيس الأميركي. الخيار الثاني هو أن نتنياهو أقنع الإدارة أنه في غضون ثلاثة اشهر التجميد سيوافق على انسحاب اسرائيلي إلى خطوط 1967.
من جهة ثانية، قارب المحلل السياسي في «هآرتس» ألوف بن، العرض الأميركي من زاوية رفع الحرج عن نتنياهو، لأن الأخير عاد من رحلته الى الولايات المتحدة مع إملاء اميركي هو تجميد المستوطنات ثلاثة أشهر، يُصار فيها إلى تفاوض عاجل على الحدود المستقبلية بين اسرائيل وفلسطين. وبحسب بن «من أجل تليين انطباع أن الحديث يدور عن استسلام نتنياهو لضغط اميركي، وتسهيل الموافقة على التجميد في حكومة اسرائيل، بُطِّن الإملاء بإغراءات سياسية وأمنية يمكن اختصارها على النحو الآتي: طائرات شبح لسلاح الجو مقابل وقف تهرب نتنياهو».
ورأى بن أن أحد الأسئلة التي تثيرها الصفقة، متعلق بالجبهة الإيرانية، ذلك أن الطائرات الحربية التي وعدت بها الادارة نتنياهو، لا ترمي إلى حماية اسرائيل من الفلسطينيين، بل الى تعزيز ردع ايران. ويسأل عما إذا ألمح نتنياهو الى الإدارة أنه سيمتنع عن مهاجمة ايران مقابل الطائرات الحديثة واتفاق الدفاع الذي طلبه؟
وبحسب بن، يصعب افتراض أن الأميركيين اقترحوا تدليل سلاح الجو بسلاح متقدم جداً من اجل تجميد الاستيطان ثلاثة اشهر فقط، ومن المعقول أكثر أنهم اقترحوا تعزيز الردع الاسرائيلي لمنع حرب في المنطقة.
وفي «معاريف»، قال مناحم بن إنه يجب الموافقة على العرض الاميركي، ليس فقط لأنه ليس هناك مفر من الموافقة «إلا اذا كنا نريد أن نظهر كبغال عنيدين»، بل أيضاً لأن العرض يتضمن ثلاث مزايا كبرى، فضلاً عن الذخائر المادية وفضلاً عن التعهدات بدعم اسرائيل في الساحات الدولية: الوعد بألا تطالبنا الولايات المتحدة بتجميد إضافي معناه عملياً أن تسلم الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ اربعين سنة، بالبناء في المستوطنات. ثانياً، الموافقة على البناء في شرقي القدس ومن الصعب التصديق بأن العرب سيبتلعونه. وثالثاً، إطار الزمن القصير، الذي سيلزمنا نحن أخيراً أن نقف أمام أنفسنا وأمام العالم، وأن نقول ما الذي نريده حقاً. وأضاف أنه «في الظروف الناشئة، الحمار وحده لن يقبل العرض الأميركي».