اقتصر إحياء الذكرى السادسة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات على الضفة الغربية، بعدما منعت «حماس» أيّ فعاليات للمناسبة في غزة، في وقت كان فيه محمود عباس يؤكد الالتزام بثوابت أبو عمار
أكّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في خطاب ألقاه خلال إحياء الذكرى السادسة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أمس، تمسكه بالثوابت التي التزم بها الأخير، وشدد على رفض مفاوضات مع استمرار الاستيطان.
وقال عباس، في خطاب ألقاه خلال إحياء الذكرى السادسة لرحيل أبو عمار، «نحن على العهد باقون، وأتحدى إن كان هناك أي تنازل واحد منذ 1948 لغاية الآن عن أيّ ثابت من ثوابتنا».
وعلّق عباس على لافتة خلفه كتب عليها «موقفنا ثابت والدولة بلا استيطان والقدس عاصمة لنا والعودة الى الوطن»، بالقول «هذه الكلمات هي كلمات بليغة تعبّر بكل صدق عن حقيقة موقفنا».
وعن قرار القيادة الفلسطينية اللجوء إلى مجلس الأمن الذي عدّته الولايات المتحدة وإسرائيل أحادي الجانب، قال عباس «نحن نفكر في أن نذهب إلى مجلس الأمن».
وأضاف «تفكيرنا هذا عدّوه تصرفاً أحادي الجانب، وهم (الإسرائيليون) يقومون بأعمال أحادية بدءاً من الجدار والاجتياح والقتل وقلع أشجار الزيتون، لكن هذا لا يعدّ تصرفاً أحادي الجانب».
ومضى يقول «لا يزال هناك ظلم في العالم، ولا بد أن نرفع صوتنا، ونحن نفّذنا كل التزاماتنا منذ عام 1993، ونتحدى الجميع إن كانت إسرائيل نفّذت التزاماً واحداً منذ ذلك التاريخ».
وأشار الرئيس الفلسطيني الى خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما في الأمم المتحدة في 24 أيلول الماضي، الذي دعا فيه إلى إقامة دولة فلسطين العام المقبل لتكون عضواً جديداً في المنظمة الدولية، قائلاً «هذا نعدّه تعهداً من الرئيس أوباما لا شعاراً، ونأمل أن لا يأتي العام المقبل ويقول آسفون لم نستطع».
وأضاف عباس متوجهاً إلى أوباما «هذا تعهّد عليك ودَين في رقبتك بأن تكون دولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة».
وفي وقت غصّت فيه الساحة الرئيسية المحاذية لضريح عرفات في رام الله بآلاف الشبان والشابات والنساء والرجال، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات حركة «فتح»، أكدت هيئة العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة، التى تمثل كل التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير، أن الشرطة الفلسطينية التابعة لـ «حماس» منعت إقامة المهرجان المركزي لإحياء ذكرى وفاة عرفات.

القدوة: أكدنا مسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال لكنّنا نريد الدليل وسنحصل عليه
وفي السياق، اتهم النائب عن حركة «فتح»، أشرف جمعة، الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة بقطاع غزة باقتحام مكتبه الواقع في مدينة رفح جنوبي القطاع، واعتقال العشرات من عناصر فتح كانوا يستعدون لإحياء ذكرى رحيل عرفات.
من جهته، وصف الناطق باسم حركة «فتح»، أحمد عساف، منع «حماس» تنظيم احتفال في قطاع غزة بأنه «تصرف مخجل، لا يعاقب حركة فتح في غزة فقط بل يعاقب كل أبناء الشعب الفلسطيني».
في غضون ذلك، جدد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» ناصر القدوة، تحميل إسرائيل المسؤولية عن «اغتيال» عرفات، الذي توفي في 11 تشرين الثاني من عام 2004.
وقال القدوة، الذي يتولى مسؤولية مؤسسة ياسر عرفات، «لن نملّ من إصرارنا على البحث عن قطعة الدليل الأخير على اغتيال ياسر عرفات».
وأضاف «لدينا قناعتنا بذلك منذ البداية، وأكّدنا مسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال، لكنّنا نريد الدليل على ذلك وسنحصل
عليه».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي)