خاص بالموقع - رغم مقاطعة الإسلاميين، صوّت الأردنيون بكثافة في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الثلاثاء، وانتخبوا غالبية مستقلة موالية للسلطة بينها 13 امرأة ووجوه جديدة تصل للمرة الأولى إلى تحت قبة البرلمان. ومن مقاعد مجلس النواب الـ120 انتُخب 78 نائباً جديداً، أما الآخرون فهم وزراء ونواب وأعضاء مجلس أعيان سابقون، حسب ما أفاد وزير الداخلية نايف القاضي في مؤتمر صحافي عقده أمس.وبلغت نسبة المشاركة العامة في التصويت 53%، وهي نسبة شبيهة بنسبة المشاركة في الانتخابات السابقة. ورداً على سؤال عن مدى تأثير مقاطعة الإسلاميين، قال رئيس الوزراء سمير الرفاعي، في مؤتمر صحافي عقده بُعيد إغلاق صناديق الاقتراع، «الواضح من الأرقام، ومن المقارنة مع أرقام السنوات السابقة، أنه لم يكن هناك أثر».
من جهتها، شكّكت أمس جبهة العمل الإسلامي في صحة نسبة الاقتراع المعلنة، ورأت أنّها «لا يمكن أن تكون حقيقية». وقال الأمين العام للجبهة حمزة منصور، إنّ «نسبة الاقتراع الحقيقية ليست كما أعلنتها الحكومة، ونعتقد أنّها لم تزد في أي حال من الأحوال على 30%». ورأى منصور أنّ «من الواضح أنّ المجلس لن يكون أحسن حالاً من السابق، فهو في معظمه غير مسيّس، وواضح أنّ رأس المال هو الذي تقدم المسيرة، وهذا يؤكد أنّ عملية شراء الأصوات والتزوير كان لهما الدور الأكبر في العملية الانتخابية».
وبحسب الأرقام المعلنة، فإنّ أدنى نسبة اقتراع سُجّلت هي في العاصمة عمان، 34%، وفي محافظة الزرقاء، معقل الإسلاميين، 36%، وهما الأكثر كثافة سكانية في المملكة. وفاز مرشح واحد من المرشحين الإسلاميين السبعة الذين تحدّوا قرار المقاطعة لحزب جبهة العمل الإسلامي.
وسيضم مجلس النواب الجديد 13 امرأة، 12 منهن فزن وفق نظام «الكوتا» الانتخابية. وتمكّنت ريم بدران، وهي زوجة رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران، من الفوز بمقعدها عن عمان خارج الكوتا. وفيما رأى رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري أنّ «هناك رغبة شعبية عارمة في إجراء تغيير في الوجوه والمنهج، إذ يبدو أنّ الناخبين أضعفوا وجوهاً تمثل مصالح معينة طغت على عملهم النيابي والدستوري»، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك محمد الموني إنّ «الحكومة ستتمكن بسهولة من التعامل مع هذا المجلس». وتوقع الموني «ألّا يتعارض المجلس الجديد مع مبادرات الحكومة، والتفاعل إيجاباً معها».
وسُجّلت أعمال عنف ليل الثلاثاء الأربعاء بين أنصار مرشحين في مدن إربد وجرش والسلط. وأحرق أنصار المتنافسين إطارات مطاطية وكسروا زجاج واجهات وسيارات، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وفق ما عُلِم من الشرطة. وقتل الثلاثاء شاب بالرصاص في الكرك جنوب البلاد، وأُصيب عشرة آخرون بجروح في مناطق متفرقة، في أعمال عنف سريعاً ما احتوتها قوات الأمن التي نشرت 40 ألف رجل.

(أ ف ب، يو بي آي)