لجأت السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن، لكن ليس لإعلان الدولة بل لبحث الاستيطان، في وقت لا يزال فيه السجال قائماً بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول الاستيطان في القدس المحتلة، رغم التصريح التهدوي الذي أطلقته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليماته لمراقب فلسطين في الأمم المتحدة لطلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، من أجل بحث موضوع الاستيطان المستشري في القدس والضفة الغربية.
وأعلن أبو ردينة أن الفلسطينيين «لا يزالون ينتظرون الرد الأميركي» في ما يتعلق باستئناف المفاوضات، مضيفاً إن «واشنطن طلبت مهلة شهر ولجنة المبادرة العربية وافقت. اليوم انتهت المهلة وأتوقع أن يكون الرد بعد العيد أو نهاية الشهر الجاري». وأوضح أن «كل شيء مرتبط بالرد الأميركي. فإذا كان إيجابياً ومقنعاً سنعود للمفاوضات، أو نتوجه إلى العرب ونطرح خياراتنا»، مشدداً على «أننا لن نعود إلا بوقف الاستيطان».
من جهة ثانية، أعلن رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية، أحمد الرويضي، أن إسرائيل «تخطط لهدم مدينة القدس بالكامل وإقامة قدس جديدة برؤية إسرائيلية، من خلال مخططها الذي أعدّته للقدس، والذي أطلقت عليه مخطط القدس 2020».
في المقابل، أكد سكرتير الحكومة الإسرائيلية، تسفي هاوزير، أن «أعمال التخطيط والبناء في مدينة القدس، عاصمة إسرائيل، ستستمر»، مشيراً إلى أن هذا الموقف «ينسجم مع سياسة الحكومات الإسرائيلية على مدى الأربعين سنة الأخيرة». وقال «ليس هناك مواجهة حقيقية بين إسرائيل والولايات المتحدة حول هذه القضية».
إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية انتقدت بياناً أصدره مكتب بنيامين نتنياهو، مساء أول من أمس، قال فيه إنه «ليس هناك علاقة بين البناء في العاصمة وعملية السلام». ووصف الناطق بلسان الخارجية، فيليب كراولي، التصريحات التي وردت في البيان بأنها «غير مجدية»، وقال إن العلاقة بين البناء الاستيطاني و«عملية السلام» يُعبّر عنها بأن الطرفين مسؤولان عن خلق الظروف المناسبة لإجراء المفاوضات.
إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت إنها تؤمن بالتوصل الى «نتيجة إيجابية» في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، رغم بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية المحتلة، معلنة في الوقت نفسه تقديم مساعدة بمبلغ 150 مليون دولار للفلسطينيين.
وقالت الوزيرة الأميركية للصحافيين في واشنطن «نؤمن دائماً بأن التوصل الى نتيجة إيجابية أمر ممكن وضروري»، مضيفة إن الولايات المتحدة شعرت بـ«خيبة أمل شديدة» لإعلان بناء وحدات سكنية جديدة في القدس المحتلة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن «السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل وقف دخول جيشها إلى مدن الضفة الغربية المحتلة، وتنفيذ حملات اعتقال ضد المواطنين». وقالت إن الجيش الإسرائيلي «أنهى استعداداته لوقف دخوله إلى هذه المدن والمصنفة مناطق أ، وينتظر الموقف السياسي من الحكومة لتنفيذ الخطة».
(معا، سما، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)