أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في مقابلة مع وكالة «كونا» الكويتية، أن «هناك مساعي مستمرة تبذلها أميركا والعالم واللجنة الرباعية ولجنة المتابعة العربية، بهدف استئناف المفاوضات المباشرة إذا توقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية». وأضاف «إذا لم يحصل هذا، فلدينا خيارات أخرى كثيرة، منها التوجه إلى المنظمة الدولية للأمم المتحدة أو مجلس الأمن أو الولايات المتحدة للوصول إلى حل».وذكر عباس أن الخيارات «وُضعت أمام أميركا ولجنة المتابعة والقمة العربية، وهي خيارات متوالية؛ إذا فشل خيار يأتي آخر، لكننا في هذا الوقت ننتظر أن تقوم الولايات المتحدة بمساعيها من أجل استئناف المفاوضات على أساس وقف الاستيطان».
وعن المصالحة الفلسطينية والدور المصري، قال عباس إن «فتح وقّعت على الورقة المصرية، فيما رفضت حماس التوقيع عليها»، مضيفاً: «هناك مساع تبذل ولقاءات قد تحصل، لكن مع الأسف الشديد فإن قرار حماس مرهون بأيد أخرى».
من جهة ثانية، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر سياسية في القدس المحتلة قولها إن «عباس يحاول الهروب من استحقاقات عملية السلام باتجاه مصالحة حماس، وهو ما سيكون له آثار خطيرة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأوضحت أن «عباس يحاول مرة أخرى شرعنة حماس وحمايتها، في ظل تصاعد قوتها وزيادة تهديدات الأذرع الإيرانية الصادرة من قطاع غزة، والتي تتمثل بحركتي حماس والجهاد الإسلامي».
كذلك اتهمت المصادر السعودية «بمحاولة التقريب بين السلطة وحماس»، مشيرة إلى أنه «يجب عدم نسيان أن السعودية هي مصدّرة كبيرة للإرهاب الإسلامي وأفكاره المتطرفة، وأنها لا ترغب في تدمير حماس بل تصر على بقائها السياسي والمادي في قطاع غزة».
وفي السياق، أعلن سكرتير الحكومة الإسرائيلية، تسفي هاوزر، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) عقد اجتماعاً بحث فيه ظاهرة «التحريض وغياب ثقافة السلام» لدى السلطة الفلسطينية. وقال، في بيان، إنه عُرض خلال اجتماع الكابينيت «مؤشر ثقافة السلام والتحريض» الذي أعدّته جهات «مهنية» في الوزارات وجهاز الأمن الإسرائيلي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الاجتماع، إن «تحقيق السلام التاريخي مع الشعب الفلسطيني يستوجب تغيير التوجه من جانب السلطة الفلسطينية، والاعتراف بدولة إسرائيل دولةَ الشعب اليهودي. ومثلما ليس في إسرائيل رفض للجانب الثاني، فإننا نتوقع من الفلسطينيين أيضاً أن يتصرفوا ويتربوا على السلام».
وكرر نتنياهو رفضه لمطلب الفلسطينيين والمجتمع الدولي تجميد البناء الاستيطاني وحمّل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات.
وقال نتنياهو، في خطاب ألقاه أمام الكنيست، «إذا فشلت العملية (عملية السلام) حتى الآن فإن هذا نابع من اعتبار في السلطة الفلسطينية أنه بالإمكان تجاوز المحادثات من خلال الذهاب إلى عملية دولية». وأضاف أن ثمة حاجة وطنية مشتركة (في إسرائيل) لتغيير مفهوم الفلسطينيين»، معتبراً أنه «توجد هنا محاولة لنفي شرعيتنا».
في هذا الوقت، اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، إسرائيل «بالتدخل في الانتخابات التشريعية الأميركية لتعطيل عملية السلام في الشرق الأوسط». وقال «يبدو أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية كانت تتواطأ مع قوىً داخل الولايات المتحدة، وتقوم بألاعيب ومناورات سياسية على أمل أن تؤدي نتائج الانتخابات الأميركية إلى تعطيل العملية السياسية كلها أو السير باتجاهات تخدم مصالحها».
وأضاف عبد ربه للإذاعة الفلسطينية أن «هذا الأمر يكشف مجدداً أن هناك حكومة إسرائيلية تريد أن تستخدم جميع السبل كي تطيح العملية السياسية وتمنعها، وأن تكون العملية الجارية الوحيدة على الأرض هي التوسع الاستيطاني، وتهويد القدس، والمزيد من التضييق على قطاع غزة، وتخريب الحياة الفلسطينية كلها، ومنع قيام سلام حقيقي في المنطقة».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أعده المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي أن 56.1 في المئة من الفلسطينيين يعارضون استئناف المفاوضات، في ظلّ استئناف أعمال البناء في المستوطنات، فيما يؤيد 56.2 في المئة منهم التوقيع على ورق المصالحة المصرية.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)