قدم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» عاموس يدلين صورة قاتمة إزاء التهديدات المحيطة بإسرائيل، فحذر من تداعيات المواجهة المقبلة
مهدي السيّد
لمّح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» المنتهية ولايته، عاموس يدلين، في اجتماع وداعي للجنة الخارجية والأمن في الaنيست أمس، إلى ضلوع إسرائيل في مهاجمة موقع دير الزور السوري. وقال إنه «تعامل خلال ولايته مع برنامجين نوويين»، في إشارة إلى إيران وسوريا.
ورأى يدلين أن المواجهة المقبلة بين إسرائيل والجهات المعادية لها ستكون متعددة الجبهات، وستوقع عدداً أكبر من الخسائر بالأرواح، مشيراً إلى أن «إسرائيل لا تزال تملك قوة رادعة كبيرة، وخصوصاً في مجالي الجو والتكنولوجيا».
واعترف يدلين بأنه على الرغم من أن الهدوء الأمني «لا سابق له»، لكنه أوصى أعضاء الكنيست بأن «لا يتشوشوا من هذا الهدوء».
وبحسب كلامه، ثمة صيرورات تعاظم جوهرية جداً، فسوريا وحزب الله وحماس يعملون بهدوء على تعاظم قوتهم. وأضاف أن الجولة المقبلة لن تكون من دفعة واحدة، بل عبارة عن دمج بين دفعتين إلى ثلاث دفعات. وأشار إلى أنه لا يمكن الاستدلال على المستقبل مما حصل في حملة «الرصاص المصهور» على غزة أو خلال «حرب لبنان الثانية»، مشيراً إلى أن «ما سيحصل سيكون أكبر بكثير، أوسع بكثير، مع عدد أكبر بكثير من الإصابات».
وأضاف يدلين: «اعتدت القول للجنود ألا يعتقدوا أن لبنان وغزة هما حرب»، في إشارة إلى حرب لبنان الثانية في تموز عام 2006 والحرب على غزة مطلع العام الماضي، «بل هذه كانت عمليات عسكرية واسعة».
وعلّق يدلين على التقارير التي تشير إلى استعداد حزب الله للسيطرة على لبنان، فقال إن «الحزب يواصل تعزيز قوته ومعاظمتها». وأضاف أن «كل منظومات السلاح المتقدمة الموجودة لدى سوريا، مهما بلغ مستوى تقدمها، يمكن أن تصل إلى حزب الله إذا طلب الحزب ذلك».
وعرّج يدلين على موضوع المحكمة الدولية، فقال إنها «إذا قضت بأن رئيس الحكومة رفيق الحريري، اغتيل على يد حزب الله، فسيكون هذا الأمر كارثة إعلامية بالنسبة إلى الحزب، وهذا من شأنه أن يقود إلى عدم الاستقرار في لبنان كله».
وقدّر يدلين أنه إذا أراد حزب الله، يمكنه السيطرة على لبنان في غضون بضع ساعات. وأضاف أنه على الرغم من المعقولية المتدنية لهذا الاحتمال، لكن لا قوة عسكرية قادرة على الوقوف مقابل حزب الله في لبنان. وذكر في هذا السياق مهاجمة محققي المحكمة الدولية من عشرات النسوة قي لبنان.
وتطرق يدلين بإسهاب إلى تعاظم القوة العسكرية لسوريا، فأشار إلى «حملة المشتريات المكثفة جداً» التي تقوم بها سوريا للتزود بوسائل قتالية متقدمة جداً. وادعى أن سوريا «ترقص في عرسين ـــــ من جهة أولى ترعى وتطور علاقتها مع إيران وحزب الله، لكنها من جهة ثانية ترسم وضعاً من محاولات التوصل إلى تسوية مع إسرائيل».
وبعدما لمّح إلى المشروع النووي السوري، قال يدلين إن «روسيا تزود سوريا بمنظومات سلاح مضادة للطائرات حديثة، متحركة ومتطورة جداً». وأضاف: «هذه المنظومات من شأنها أن تُعيد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو إلى الوضع الذي ساد في السبعينيات عند قناة السويس».
وكشف يدلين عن أنه مقارنة بصواريخ « أس 300» المضادة للطائرات، فإن منظومات السلاح المشار إليها «أرخص نسبياً، لكنها لا تقل نجاعة وفتكاً». وبحسب كلامه، يُحدِّث الروس منظومات سلاح سورية قديمة.
ورأى يدلين أن إيران أكبر تهديد لإسرائيل وللدول العربية المعتدلة في المنطقة، مشيراً إلى أن تقدمها نحو إنتاج السلاح النووي كان أبطأ مما توقعته القيادة في طهران، غير أنه رجح أن تحصل إيران قريباً على كمية كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلتين ذريتين.
وتطرق يدلين إلى التشديد الأخير الذي طرأ على موقف الولايات المتحدة إزاء البرنامج النووي الإيراني، مضيفاً أن العقوبات الدولية بدأت تؤثر على مجرى الحياة في إيران.
وعلى الصعيد الفلسطيني، رأى يدلين أن الفلسطينيين يضعون العراقيل أمام المفاوضات المباشرة، سعياً منهم إلى الحصول على اعتراف دولي بدولتهم من دون مقابل. وأضاف أن تسلح الفصائل الفلسطينية المختلفة لا يزال مستمراً، مشيراً إلى حصول منظمة الجهاد الإسلامي على صواريخ من طراز فجر.