h1>نتنياهو «حسم خيار» تمديد التجميد... وإسرائيل تخشى حلّ السلطةصادف يوم أمس حلول الذكرى الثالثة والتسعين لوعد بلفور، فيما لا تزال المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ترواح مكانها. جديدها ينتظر نتائج الانتخابات النصفية الأميركية، ودورها في حسم إنشاء الدولة الفلسطينية أو الحرب على إيران
تزامناً مع المفاوضات العالقة بين الإسرائيليين والفلسطينيّين، صادفت يوم أمس الذكرى الثالثة والتسعون لوعد «بلفور»، الذي منح اليهود وعداً بإنشاء وطن قومي في فلسطين. وسارعت وزارة الثقافة في الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة حركة «حماس»، إلى مطالبة بريطانيا بتقديم الاعتذار للفلسطينيين وتعويضهم.
في هذا الوقت، تزداد المخاوف الإسرائيلية من تأثير نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي على الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي. وأعلنت صحيفة «هآرتس» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيقرران معاً ما إذا كانت إسرائيل ستتخلى عن سيطرتها على الضفة الغربية وتسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، أو ستتفرغ لحربها ضد إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن «الجدول الزمني السياسي لنتنياهو مشوّش، فهو يسعى إلى تمرير التصويت على الميزانية لعامي 2011 ــ 2012 في شهر كانون الأول (المقبل)، وهي خطوة ستعزز حكمه».
مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات الأميركية «تقربه من نقطة الحسم؛ فإما أن يخضع للضغط الأميركي بتجميد البناء لفترة ثانية، أو القول لا لأوباما والتحصن مع الائتلاف اليميني ومؤيديه من الجمهوريين في الكونغرس». وسيكون لحسم نتنياهو في هذه القضية تأثيره المباشر في القضية الثانية؛ «متى يجب العمل ضد إيران، علماً بأن إسرائيل تحتاج إلى الدعم الأميركي في هذه القضية، إذا لم يكن قبل الهجوم فبعده، عندما يتم ضرب تل أبيب بالصواريخ من إيران ولبنان وغزة وربما سوريا».
وختمت الصحيفة بالقول إن أوباما «يعارض العمل العسكري ضد إيران، إلا أنه يمكن أن يدفع الثمن ويغير رأيه إذا كان ثمن ذلك إقامة دولة فلسطينية».
كراولي: الحديث عن احتمال تغيير ميتشل هو مجرد شائعات
في المقابل، أعلن أحد المقربين من نتنياهو أن الأخير «حسم أمره بتجميد البناء الاستيطاني، لكنه يحتاج إلى وقت كي يعلن قراره؛ أولاً هو بحاجة إلى أوسع موافقة داخل حزبه وائتلافه اليميني الحاكم. وثانياً إلى ترويج إعلامي مسبق. وثالثاً الى تراجع الفلسطينيين عن موقفهم الصلب». ونفى أن يكون نتنياهو قرر السفر إلى واشنطن ليبلغها بقرار التجميد، مضيفاً «إذا كان لدى نتنياهو هدية للإدارة الأميركية، فعليه منحها للرئيس، لا لنائبه أو أي مسؤول آخر».
حتى إن نتنياهو أعلن في اجتماعات مغلقة تقديراته بأن «يستأنف الأميركيون مبادرتهم بعد الانتخابات النصفية». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «نتنياهو مهتمّ بدفع الخطوات السياسية، ويطلب لقاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال وجوده في واشنطن».
وصدّق على هذا الرأي مصدر في مكتب الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، قائلاً إن بيبي «ليس معنيّاً بتفجير أزمة كبيرة مع واشنطن»، رغم أن مصادر معارضة تتهم نتنياهو بالتلاعب مع الإدارة الأميركية بطريقة تهدد المصالح الإسرائيلية.
في هذا الوقت، أبدت المعارضة الإسرائيليّة تشاؤمها من زيارة رئيس الاستخبارات المصري، عمر سليمان، إسرائيل الأسبوع المقبل. وقالت إن سليمان «سيقترح العودة إلى الصفقة الشاملة التي كان قد طرحها قبل سنة، أي استئناف المفاوضات مع عباس، وصفقة تبادل الأسرى والمصالحة الفلسطينية الداخلية، والهدنة الإسرائيلية مع حماس». بدوره، قال دبلوماسي فلسطيني رفيع المستوى إن الوفد المصري أبلغ عباس أن على الجانب الفلسطيني تقديم رؤيته للمرحلة المقبلة قبل نهاية المفاوضات مع إسرائيل.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، أن التقارير الصحافية التي نشرت حول احتمال تغيير المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، جورج ميتشل، لإعطاء دفعة لمحادثات السلام في المنطقة، «تأتي في إطار الشائعات، وليس هناك في الأفق خطط بهذا الشأن». وأشار إلى أن ميتشل «سيكون ضمن عدد من المسؤولين الأميركيين الرفيعي المستوى، الذين سيلتقون نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع المقبل».
إلى ذلك، أشارت «القناة الأولى» الإسرائيلية إلى أن «قلقاً شديداً يسود المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل، من احتمال حلّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس السلطة الفلسطينية، إذا لم تُجمّد تل أبيب الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة». وقال المراسل السياسي للتلفزيون إن عباس «وجه رسالة واضحة إلى واشنطن والرباعية الدولية وجامعة الدول العربية، بأنه لن يكون شاهد زور على ضياع الحلم الفلسطيني والدولة الفلسطينية، وأن السلطة عازمة على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الإطار».
(الأخبار، يو بي آي)